ولدت الدكتورة فالساما إيبين في الهند ، وتخرجت في كلية الطب - جامعة كيرا لا، وحصلت على دبلوم في الطب النفسي من المعهد القومي للصحة العقلية وعلوم الأعصاب في بانجلور بالهند. وقد حصلت على الدكتوراه من جامعة لندن.
وكانت الدكتورة إيبين قد بدأت حياتها الأكاديمية كمد رس للطب النفسي بكلية الطب التابعة لجامعة لندن، ثم انتقلت للعمل بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات العربية المتحدة في أكتوبر 1994 ، حيث عملت كأستاذ مساعد واستشارية في الطب النفسي للأطفال بمستشفى توام ومستشفى العين. وفي يونيو 1998 رقية إلى رتبة أستاذ مشارك. وفي المجال السريري أسهمت الدكتورة إيبين بشكل ملحوظ في خدمات الصحة العقلية بالإمارات العربية المتحدة، وتضمنت إسهاماتها إطلاق برنامج للصحة العقلية لتلاميذ المدر اس. وتقديرا لمساهماتها منحت في 2003 جائزة الأداء المتميز في مجال خدمة المجتمع والجامعة، وهي إحدى الجوائز السنوية التي تمنحها جامعة الإمارات العربية المتيعدة. والدكتورة إيبين عضوية 7 جمعيات مهنية، ونشرة أكثر من 70 بحثا في المجلات العلمية. كذلك فقد ألفت نحو عشرة فصول في كتب متعددة المؤلفين، وشار كت في أعمال 40 مؤتمر.
والبحث الفائز الذي نشر في مجلة الإمارات الطبية دراسة وبائية حول اضطرابات النمو والسلوك لدى الأطفال من عمر ثلاث سنوات في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي الدراسة التي قامت جائزة الشيخ حمدان بن راشد للعلوم الطبية بتمويلها. وحتى يومنا هذا لم تتم في منطقة الشرق الأوسط (بما فيها دولة الإمارات العربية المتحدة) أي دراسة لتحديد معدلات اضطرابات النمو والسلوك لدى الأطفال في سن ما قبل المدرسة، وذلك على الرغم من الأهمية البالغة لمثل تلك المعلومات بالنسبة لتخطيط وتنفيذ البرامج الصحية الخاصة بالأطفال. لذا فقد تم القيام بتلك الدراسة لتحديد مدى وطبيعة اضطرابات النمو واضطرابات السلوك (التأخر العام في النمو، التخلف العقلي، صعوبات النطق واللغة، التوحد) .
و في إطار البحث تم اختيار عينة عشوائية تمثيلية من (2000) بيت، ومنها تم اختيار 694 بيتا بها أطفال مواطنين من عمر ثلاث سنوات، وتم دراسة حالا تهم باستخدام تصميم لدراسة وبائية على مرحلتين. وأجريت الدراسة في كل من العين، ودبي، ورأس الخيمة. ومن بين الـ 694 طفلآ الذين فحصوا خلال المرحلة الأولى كان 351 من الذ كور، 343 من الإناث. وكان متوسط العمر ثلاث سنوات وسبعة شهور. وباستخدام اختباردنفور للنمو تبين أن 8.4% يعانون من تخلف عام في النمر، و9.9% من تأخر في النطق واللغة. وبالنسبة للتوحد تبين أن لدى 0.58% ميول توحديه واضحة. كذلك فقد بينت الدراسة أن 10.5% من أطفال العينة يعانون من مشاكل سلوكية وفقا لاختبار آشنباخ للسلوك. ولم يحدث من قبل أن شخصة حالة أي من الأطفال الذين يعانون من تأخر في النمو أو مشاكل سلوكية. ولقد لاحظت الدراسة وجود ارتباط بين التأخر في النمو والمشاكل السلوكية. كذلك فقد أوضح تحليل انيكوجي اللوجستي محدد الخطوات أن العوامل الرئيسية في وجود تأخر في النمو هي التاريخ العائلي المتضمن مشاكل في النمو، ومضاعفات الحمل، وحوادث العنف في الأسرة، وسوء تعليم الأمهات.
كذلك فقد بينت الدراسة وجود ارتباط بين المشاكل السلوكية والمعيشة في المناطق الحضرية بما تنطوي عليه من تعقيدات، خاصة خلال فترة الحمل، .مصاعب الحمل ذا ته، ووجود أمراض مزمنة، و.جود حالات معاناة من أمراض نفسية في النطاق العائلي، وسوء الأحوال الاجتماعية (فقد أحد الأبوين أوكلاهما، عدم تكافؤ الزواج، .عدم تعاون الأسرة في رعاية الأطفال، والتعرض لصدمات أو أحداث عنف، والضغوط النفسية والاجتماعية داخل الأسرة) . أما التأخرفي النطق والكلام فقد تبين ارتباطه بالمعيشة في المناطق الريفية، والمشاكل التي تتعرض لها الأمهات في أعقاب الولادة، واختلاف جنسية الأم (الأم غير المواطنة) ، وتاريخ العائلة من حيث التأخر في النطق والكلام.
وتكشف نتائج الدراسة أنه غالبا ما لا يتم تشخيص المتاعب الخاصة بالنمو والسلوك خلال مرحلة الطفولة المبكرة، ومن ثم تضيع فرص التدخل المبكر، الأمر الذي يؤثر سلبا في تخطيط البرامج الصحية الخاصة بالأطفال. لذا فقد بينت الدراسة أن الحاجة ماسة لإدخال خدمات الكشف المبكر والفعال، حتى يتسنى التدخل المبكر والعلاج.
لتميزها العلمي ولكفاءتها البحثية تستحق الدكتورة فالساما إيبين الفوز بجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية عن فئة جائزة حمدان لأفضل بحث تم نشره في مجلة الإمارات الطبية من داخل دولة الإمارات لعامي 2003-2004 م.
