مركز المنصورة لطب المسالك البوليّة والكلى، مصر

جوائز الوطن العربي

جائزة حمدان لأفضل كلية / معهد / مركز طبي في العالم العربي
الدورة الرابعة للجوائز
احتلت مهنة الطب مكانة مرموقة في قلب الحضارة المصرية القديمة، وكان المعالجون يعتبرون "قوى عظمى" ومصدر إلهام، ومن ثم فقد اتسموا بالحكمة وإتقان الفنون.
وفي مصر الحديثة عادت مهنة الرعاية الطبية إلى الانتعاش بعد فترة ضعف وركود وذلك .ممطلع القرن التاسع عشر حيث شملها محمد محلي (مؤسس مصر الحديثة)‏ وبرعايته تم إنشاء القصر العيني، وهو الآن كلية الطب وتعتبر أول مدرسة طبية رسمية في مصر الحديثة بحامعة القاهرة. وعلى مدى أكثر من قرن اعتبرت القاهرة (التي احتضنت القصر العيني) حتى الثمانينيات "مدينة الطب". وفي منتصف الثمانينيات من القرن العشرين حدث تطور غير من هذا الوضع القدم، فقد نشأ في مد.ينة المنصورة (التي تقع في وسط دلتا النيل وإلى الشمال من القاهرة) مستشفى متخصص في علاج أمراض المسالك البولية ، وعرف باسم مركز المنصورة لطب المسالك البولية والكلى، وقد أسسه الدكتور محمد أ. غنيم في تلك المنطقة نظرا لأن غالبية سكانها يعملون بالزراعة ومن م يزداد تعرضهم للإصابة بمرض البلهارسيا. ويضاف إلى ذلك وجود كلية للطب ومستشفى جامعي في المدينة ذاتها مما يسهل الحصول على أي دعم مطلوب. 
 
وافتتح الرئيس محمد حسني مبارك مركز المنصورة لطب المسالك البولية والكلى رسميا في مايو  ٩٩ م. والهدف الرئيسي منه توفير علاج شامل لاضطرابات الجهاز البولي من الناحية الجراحية (المسالك البولية) و من الناحية االطبية (أمراض الكلى). 
 
وعندما بدأ المركز عمله كان به أربعة عنابر للمسالك البولية، واثنان لأمراض الكلى كما ضم اثنى عشر وحدة لغسيل الكلى، وثماني أسرة للعناية المركزة. وعلى مدى السنين، توسع المركز كثيرا حتى أصبح يضم (246) سر يراً، ويضم كافة الإمكانيات لإجراء الفحوص بالأشعة والاختبارات الطبية المعملية، وعيادات خارجية للمرضى، ومرافق للبحث العلمي، والتدريس. ويضم المركز حاليا (110) طبيبا، وأكثر من (399) ممرضاً وممرضة، (300) من العاملين المساعدين، وجهاز إداري عالي الكفاءة. 
 
وفيما يتعلق بالأنشطة السريرية فقد أجري المركز على مدى سنوات عمره (3.500) عملية أورام متكيسة، وما يزيد عن ( 4.000‏) عملية تحويل لمجرى البول ، و (4.000 ‏) جراحة إزالة أورام المثانة عن طريق إدخال منظار في مجرى البول من فتحة القضيب وأكثر من (1.800) عملية زرع كلى. وفي عام 2005م ، تردد على المركز نحو100.000 ‏مريضا بالعيادات الخارجية، وأدخل حوالى (8.000) منهم للعلاج بالأقسام الداخلية.
 
‏ولدى المركز سجل متميز للنشاط الأكاديمي والبحوث في كافة جوانب أمراض الكلى والمسالك البولية. وعلى مر السنين منح المركز ما يزيد عن (131) درجة ماجستير، و(82) درجة د‏كتوراه، كما تم إنجاز أكثر من (433) بحثاً ونشرات في المجلات الدولية المرموقة في هذا المجال. ولقد حصل المركز على العديد من الجو ائز المحلية والإقليمية والدولية.
 
‏وترى اللجنة أن مركز المنصورة لطب للمسالك البولية والكلى مركز متميز، وقد نجح في تقديم خدمات في مجال علاج أمراض المسالك البولية والكلى ترقى للمستويات العالمية، الأمر الذي يجعله في صد ارة المؤسسات المماثلة في العا لم. ويتميز المركز بضخامة عملة وبحوثه، وإنتاجه الأكاديمي، الأمر الذي يعكس إخلاص العاملين به ومثابرتهم. أما سجل المركز من حيث البحوث والنشر فهو رائع، فعلى مدى السنين قدم خدمات كبيرة وممتازة في تدريب الأطباء، وفي إثراء المعارف في مجال طب المسالك البولية والكلى في المنطقة وما ورائها. 
 
ونظرا للدور البارز الذي يقوم به المركز في تقديم الخدمات الصحية ، ومساهماته في رفاهية المجتمع المصري والعربي فإنه يستحق جائزة الشيخ حمدان لأفضل معهد أو كلية أو مركز طبي في العالم العربي لدورة 2005 - 2006.