جمعية التعليم الصحي

الجوائز العالمية

جائزة حمدان للمتطوعين في الخدمات الطبية والإنسانية
الدورة الخامسة للجوائز
تأسست هذه الجمعية عام 1988م للتعريف يا لأمور ذات التأثير بالصحة والمجتمع بجزر المالديف. وتهدف المؤسسة لتطوير وتشجيع صحة الأسرة بصورة عامة ومساعدة العائلات والنساء، على وجه الخصوص، لاتخاذ الخيارات عند ‏طلب خدمات من الأخصائيين الطبيين. فهي تساعد الأفراد على ممارسة حقوقهم بإفادتهم بطبيعة الأخطار والمعالجات الخاصة بها.
كما تهدف المؤسسة إلى رفع مستوى الوعي عبر نشر المطبوعات وتطوير برامج إذاعية وإقامة الندوات العامة. في غياب الخدمات الصحية لأغلبية مجتمعات الجزيرة، أصبح البرنامج مشهوراً في ‏الجزر النائية. وقد ساعد ذلك على توفير برامج متوازية تتعلق بتنظيم العائلات والتثقيف الغذائي والاستشارات النفسية والاجتماعية والوقاية من الثلاسيميا. 
 
استمرت هذه المؤسسة في بناء وتوفير حياة كريمة للعائلات في جزر المالديف. ونشطت في المجال الصحي من خلال تنفيذ برنامجها لمحاربة الثلاسيميا وزيادة الوعي العام للحد من عواقب الآفات الاجتماعية والصحية، بما فيها الثلاسيميا وظاهرة العائلات كبيرة العدد ومعدل الطلاق العالى والتدخين وانتشار المخدرات. 
 
في أولى مراحلها، قامت الجمعية بعمل دراسات أشارت إلى أن نسبة حاملي صفة مرض الثلا سيميا تصل إلى18.1% وأن مولودأ من كل 120حالة ولادة مصاب بالثلاسيميا الكبرى. ففي التسعينات من القرن الماضي تمت ولادة حوالي 70 حالة ثلاسيميا في الما لديف، وهي بلد تبلغ إجمالي مساحة الأرض فيها 90,000 كم موزعة على 1198 في أرخبيل المالديف. ومعظم المصابين بالتلاسيميا في هذه الجزر قد يفقدون حياتهم بدون تشخيص صحيح لهذا المرض. 
 
على الرغم من إدراك اختصاصيي الصحة بالمالديف بنسبة انتشار مرض الثلاسيميا خلال السبعينات. إلا ان هذه المشكلة استمرت في التنامي حتى التسعينات. وعلى الرغم من عمليات نقل الدم والبرامج العلاجية المكلفة فإن أغلب المرضى يفقدون حياتهم في سن الخامسة على أفضل تقدير. واستطاع عدد محدود من العائلات أن يصلوا بأبنائهم إلى مراحل عمرية متقدمة عن طريق البحوث. ولكن آثرت عائلات أخرى أن تصبح أكثر تحفظاً ‏وتخجل من التعريف بأطفالها كمصابين بهذا الخلال الوراثي. 
 
تمكنت جمعية التعليم الصحي من تغيير هذا السيناريو السيئ، واصبح لفظ كلمة الثلا سيميا متداولاً في كل أرجاء الما لديف، ويبحث أهل المرضى عن المتبرعين بالدم لمساعدة الاطفال المصابين ليتمكنوا من العيش لفترة أطول. وبسبب التكلفة الباهظة لعملية زرع النخاع وهي الطريقة المثلى لقهر هذا المرض حالياً، فإنهم مضطرون للإعتماد على نقل الدم الشهري والجرعات اليومية للأدوية. 
 
نتج عن التغير الدراماتيكي للاوضاع حماية ديناميكية تعهدت ببرنامجه هذه المؤسسة، وهو برنامج يتكون من حملة توعية لتوفير الحماية وقد صممت لتغطية كامل المجتمع خلال خمس سنوات، وذلك بتوفير الفحص ‏المبكر للراغبين في الزواج. إضافة إلى ذلك، تقوم الجمعية بدعم علاج الثلاسيميا مع تقديم النصح الوراثي للراغبين في الزواج، علماً بأن نسبة الإصابة بهذا المرض للمواليد تصل إلى 25% من حالات الحمل. ويتم توفير ‏هذه الخدمات دون مقابل، وتتحمل الجمعية كامل مصاريف هذه الحملة بقيمة 15 دولارا امريكياً لكل فحص، ‏حتى أصدرت الحكومة قراراً بتحمل ثلث تلك التكاليف عام 2003م. وتهدف الحملة إلى فحص 10,000 رد ‏سنوياً ينتشرون في 40 ‏مجتمع جزيري. 
 
إن الاستراتيجية المتبعة لبرنامج الكشف عن الثلا سيميا بسبب الانتشار الواسع في الجزر، وصعوبات الإبحار في مياه المالديف الخطرة، والحاجة لنقل عينات الدم للمختبرات الموجودة في العاصمة خلال 24 ‏ساعة يمثل تحدياً معقداً في غياب وسائل المواصلات العامة. فالسفر بحراً أثناء الليل محفوف بالمخاطر، هذا إلى جانب كون وسيلة النقل هذه ست مرات أكثر كلفة من السفر بالبر. بالرغم من ذلك تمكنت الجمعية من توفير هذه الخدمة ‏في كامل 200 ‏جزيرة بحلول 2002‏م، ومن المتوقع أن تنتهي المرحلة الثانية من هذه الحملة قريباً. ويسمح النجاح الذي لقيته هذه الاستراتيجية كل من يرغبون في الزواج أو من يفكرون بالإنجاب من الحصول على تلك ‏الخدمات. وتلقى تلك الخدمات دعماً قوياً كعنصر أساسي في البرنامج الوطني للوقاية من الثلاسيميا، كما أنها تسمح للحكومة بحصر جهودها لفرض توفير الوسائل العلاجية للمرض. إن البيانات التي تم حصرها خلال حملة تنفيذ هذا البرنامج وفرت معلومات قيمة عن انتشار مرض الثلا سيميا في الما لديف. ففي حين بقيت بعض الجزر لا تعاني أبداً من هذا المرض فإننا نجد جزرأ أخرى تبلغ فيها نسب حاملي الألفا والبيتا ثلاسيميا وفقر الدم المنجلي واضطراب الهيموغلوبين إي أكثر من ثلث عدد السكان. وقد ساعدت تقنيات الفحص الجزيئي عام 2005 ‏م بتجاوز الكثير من صعوبات فحص عينات الدم للكشف عن الثلاسيميا ألفا والتي كانت تتلف بمجرد  ‏مرور ساعتين على جمعها. مما ساعد المؤسسة على تقليل الفاقد من العينات من 12‏% إلى أقل من 1 ‏% .
 
إضافة إلى برامج الوقاية والحماية، دعمت هذه المؤسسة العائلات بعلاجات الثلاسيميا الرئيسية بالتبرع ‏بالمضخات وحقن الديسفيرال وتوفير المواصلات للاطفال لنقلهم إلى مراكز الخدمات لعملية نقل الدم الشهرية. في العام 2006‏م وفرت المؤسسة برنامج نقل نخاع العظم بالتعاون مع معهد البحر المتوسط الخاص بأبحاث الدم (روما)، وذلك بتوفير عينات الدم للبحث عن متبرعين بنخاع العظم عبر المطابقة المناعية للأطفال المصابين وتم تحويل عشر عينات للمعهد لفحصها. ويعتبر التبرع بنخاع العظم ممكناً، خاصة بين أفراد العائلة الواحدة ‏حيث تزداد فرص المطابقة المناعية ومن ثم بقاء العينة المزروعة دون رفضها من جسم المتلقي. ويصبح أمر ‏سفر المصابين وعائلاتهم ضرورياً لتلقي مثل هذا العلاج في روما أو فيرها. ويوجد في المالديف حوالي 500 مصاب با لثلاسيما الكبرى من أصل 300,000‏ نسمة يشكلون  شعب المالديف. 
 
وتتشارك الجمعية مع المعهد بتحمل تكاليف عمليات نقل نخاع العظم على أن يتحثل المعهد كافة تكاليف إقامة العائلة في إيطاليا لمد ستة أشهر وتكاليف العملية والتي تزيد لوحدها عن 110,000 دولار أمريكي لأول عشرة أطفال يتلقون العلاج، في حين تتحمل الجمعية تمويل تكاليف الإجراءات اللازمة لدعم مجموعة ثانية مكونة أيضاً من عشرة أطفال وعائلاتهم. بفضل هذا البرنامج المشترك خضع أول طفل مريض لعملية نقل نخاع العظم بتاريخ 22 أغسطس 2006 م ثم لحقه عشرة أطفال. والجمعية ملتزمة تمامأ بالاستمرار بجهودها لتوفير العناية وإزالة المعاناة عن الأطفال المصابين بمرض الثلاسيميا وعائلاتهم.
 
‏كانت الجمعية تحصل على الدعم من صندوق السكان التابع للامم المتحدة والاتحاد الدولي للتخطيط الاسري، كما لقيت الجمعية أيضاً الدعم من بنك التنمية الإسلامي وسفارات كل من اليابان وكندا ونيوزيلندا. 
 
وساهمت مجهودات الجمعية في انخفاض معدل الوفيات الناجمة عن الثلاسيميا من 62 عام 1992 ‏م إلى 14 ‏عام 2003 ‏م بالإضافة إلى رفع قدرة إجراء عمليات التلقيح في 95‏% من الأطفال. 
 
مقابل كافة هذه الانجازات في التعليم الصحي فان هذه المؤسسة تستحق جائزة حمدان في مجال تقديم الخدمات الصحية الانسانية.