أ.د. دونالد ميتكالف

الجوائز العالمية

جائزة حمدان العالمية الكبرى - بحوث الخلايا الجذعية
الدورة الخامسة للجوائز
دكتور دونالد ميتكالف، من مواليد ميتاجونج، نيو ساوث ويلز، استراليا، تلقى تعليمه في مدارس بدول مختلفة، وتخرج من كلية العلوم الطبية بجامعة سيدني عام 1953 ‏م بعد إنهاء دراسة البكالوريوس (طب) في مبحث الفيروسات. بعد التحاقه بدراسة داخلية في مستشفى الأمير ألفريد الملكية، سيدي، انضم لمعهد والتر اند ‏اليزا هول للبحوث الطبية في ملبورن عام 1954 ‏م بصفة زميل في أبحاث مرض السرطان، وهي الوظيفة التي استمر فيها من 1965م إلى 1996 ‏م ، حيث كان رئيس وحدة أبحاث السرطان ومساعد المدير بالمعهد المذكور، ثم أصبح أستاذأ في جامعة ملبورن في 1996 ‏م.
 
‏أطلق على الدكتور ميتكالف لقب «أب الخلايا السيتوكينية المكونة للدم لأعماله الرائدة في مجال التحكم في تكون خلايا الدم. ففي دراساته الأولى اكتشف أداء غدة التوتة في التحكم في تكون الخلايا اللمفاوية، وفي بدايات 1965 ‏م ساعد على تطوير سلسلة من تقنيات الزراعة التخصصية التي تسمح بنموأنواع مختلفة من خلايا الدم، وقادته هذه التقنيات مع فريقه إلى اكتشاف العوامل المنبهة للمستعمرات الخلوية، وهي الهرمونات التي تتحكم في تكوين خلايا الدم البيضاء والمسؤولة عن تلك التي تقاوم الالتهاب. قاده هذا العمل، بالإضافة إلى أعمال أخرى، إلى التوصل إلى استنساخ الجينات الفأرية والبشرية لتلك العوامل، إضافة إلى انتاج هذه الهرمونات في كل من البكتريا، والخمائر وغيرها من الخلايا بكميات وفيرة. وأدى عمله هذا إلى تحقيق أداء متميز للعوامل المنبهة للمستعمرات الخلوية عند حقنها داخل الحيوانات حيث بدأت في حث تكوين وتنظيم نشاط خلايا الدم البيضاء. وأثمر هذا العمل في نجاح تجربته عندما حقنت هذه المادة في المرضى، وهذه المادة الآن تستعمل بصورة متزايدة في العيادات في جميع أنحاء العالم بصفتها دواءً قيماً، حيث يمكنها حث وتسريع إعادة نمو ‏وتكاثر خلايا الدم بعد تلقي علاجات السرطان ونخاع العظم أو نقل الدم. 
 
وينطوي نتاج الدكتور ميتكالف العلمي على أكثر من 400 ‏ورقة علمية محكمة، إضافة إلى 200 ‏ ورقة علمية أخرى وسبع كتب. وحصل الدكتور ميتكالف على العديد من أرفع جوائز الشرف العالمية في مجال العلوم. ومن بينها وسام أستراليا الرفيع، ثم اختير زميلاً في أكاديمية أستراليا للعلوم، وزميلاً في الجمعية الملكية بلندن، ‏ومشاركا أجنبياً للكلية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة الامريكية. وتتضمن الجوائز التي حصل عليها أيضاً جائزة ولكام من الجمعية الملكية (بالمشاركة)، وجائزة بر يستول - مايرز للإنجاز المتميز في أبحاث السرطان، ‏وجانزة هامر للسرطان، وجائزة كوخ من جمهورية ألمانيا الإتحأدية، وجائزة جايردنر العالمية من كندا، إضافة ‏إلى ذلك تشارك الدكتور متيكالف في جائزة ألفريد بي سلون من مؤسسة جنرال موتو رز لأبحاث السرطان، ‏وحصل أيضأ على جائزة مؤسسة بيرتنر من مركز ام دي اندرسون للسرطان، وجائزة رابي شاي شاكناي من ‏جامعة هاداساه ، القدس. واستلم أيضأ جائزة ألبيرت لاسكر للبحث الطبي، وجائزة لويزا جروس هورويتز من ‏جامعة كولومبيا، وميدالية جيسي ستيفينسون كويالينكو من جمعية العلوم الطبية بالولايات المتحدة الامريكية، وحصل أيضأ على أولى جوائز أسرة كانتور للتميز في أبحاث السرطان من مركز هيبلي لأبحاث السرطان. وفي 1995م استلم جائزة ايرنست نيومان، الجمعية العالمية لأبحاث الدم ، والميدالية الملكية من الجمعية الملكية، لندن. وفي 1996‏م تشارك في الحصول على جائزة أمجين استراليا وجائزة مؤسسة وارين ألبيرت، ومدرسة ‏هارفارد الطبية. وفي العام 1998م تم تعيينه عضو شرف في جمعية ألفا أوميغا ألفا الطبية، الولايات المتحدة الامريكية. 
 
يمتلك الدكتور ميتكالف نظرة ثاقبة في كامل مجال أبحاث الخلايا الجذعية، وكان قادرأ على وضع كم كبير ‏من مساهماته التفصيلية، بالإضافة إلى تحديد المسائل الاساسية الخاصة بدراسة الخلايا الجذعية الجنينية والبالغة. 
 
ويعتبر المجال العلمي لابحاث الخلية الجذعية من مجالات البحث التي تحتاج إلى تمويل ودعم كبير، ولكن للاسف قلة الدعم تؤدي إلى الإضرار بسمعة المجتمع العلمي وتعرقل عملية البحث. 
 
إن ما توصل إليه الدكتور ميتكالف ينطبق عليه ما قاله الدكتور فيكتور ويسكوف، الحائز على جائزة نوبل للطب: الفضول بدون رأفة يعني التوحش، أما الرأفة بلا فضول فأمر غير فعّال البتة. 
 
تمكن دون ميتكالف من عزل واكتشاف مجموعة من المستعمرات التي تحفز وتنظم نمو خلايا الدم المختلفة. وقد نجح في تنقية بعض منها ثم أخيرا قام بتعريف أنواع معينة من الخلايا المهمة. وقد ساعد على وضع أسس تعتبر الآن من الأساسات الهامة ، حيث تم اكتشاف العديد من الحقائق المهمة في مجال نموالخلايا أثناء ‏الدراسات الاولية والتي تستخدم الآن في ممارسة الطب. واستمرفي المساهمة في هذا المجال لعدة سنين بصورة مباشرة وعن طريق عمل المتدربين.
 
‏هذه الصفات القيمة كانت الأساس لاختيار عالم يعتبر من المساهمين الحقيقيين في التطور ليس فقط في مجاله، وإنما أيضاً في برهنة الآراء المنطقية عن طريق التجارب الماهرة، وهذا ما قام به الدكتور ميتكالف.
 
إن الأسباب العلمية الراسخة والتطبيقات الإنسانية للمعرفة الأساسية لمساعدة الإنسانية بصورة أخلاقية، تعتبر من المصادر القوية لتقديم التعريف به بصفته عالماً يجب أن يمثل جائزة حمدان العالمية الكبرى.