إفتتاح فعاليات مؤتمر دبي العالمي التاسع للعلوم الطبية الخميس 15 ديسمبر 2016
الإمارات العربية المتحدة، دبي: 15 ديسمبر 2016 – أفتتحت صباح اليوم فعاليات مؤتمر دبي العالمي التاسع للعلوم الطبية والذي تنظمه جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم حول موضوع أمراض الجهاز الهضمي مع التركيز على أمراض الكبد والبنكرياس والقولون بفندق جي دبليو ماريوت ماركيز بدبي.
 
حضر الإفتتاح الأستاذ الدكتور نجيب الخاجة الأمين العام للجائزة وأعضاء لجانها العلمية وأعضاء اللجان العلمية للمؤتمر، بمشاركة لفيف من الأطباء والمتخصصين ممن سيحصلون على 18 ساعة تعليم طبي مستمر معتمدة من جامعة الإمارات العربية المتحدة.
 
وكان المؤتمر قد عقد يوم أمس 12 ورشة عمل بمشاركة مجموعة من كبار العلماء والمتخصصين في مجال طب أمراض الجهاز الهضمي. كما يشتمل البرنامج العلمي للمؤتمر على 14 محاضرة علمية، تعقد اليوم وغدًا، بمشاركة الفائزين بجائزة حمدان العالمية الكبرى وجائزة حمدان العالمية للبحوث الطبية المتميزة.
 
وبهذه المناسبة، ألقى الأستاذ الدكتور يوسف عبد الرزاق رئيس اللجنة العلمية للجائزة الكلمة الإفتتاحية للمؤتمر والتي تحدث خلالها عن هذا الحدث الهام بصفته فرصة مميزة للقائمين على القطاع الطبي وقطاع الرعاية الصحية، على المستويين المحلي والعربي، لاكتساب المعرفة والاطلاع الشامل على أهم الأمراض التي تصيب الجهاز الهضمي. 
 
كما تحدث عن اختيار منظمة الصحة العالمية يوم 28 من يوليو، كيوم عالمي لمرض الالتهاب الكبدي الوبائي، حيث إنه يوم ميلاد الدكتور باروك بلومبرغ، الذي اكتشف فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي من النوع "ب" عام 1967، والذي قام لاحقًا بتطوير اختبار التشخيص والتطعيم من هذا المرض. 
 
وقال أنه قد تعرض نحو ملياري نسمة في جميع أنحاء العالم للعدوى بمرض التهاب الكبد الوبائي من النوع "ب" منذ اكتشافه، كما يلقى نحو 600,000 نسمة حتفهم في كل عام، نتيجة للعدوى بهذا المرض. 
 
وقال أن نسبة الإصابة بمرض الالتهاب الكبدي الوبائي من النوع "ب" تبلغ نحو اثنين بالمائة بين المواطنين الإماراتيين. 
وأضاف أن فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي من النوع "ب" (HBV) هو الفيروس الكبدي الأول الذي تم التعرف عليه في مراكز تحليل الدم. وقد تمت السيطرة على هذا الفيروس بشكل فعال من خلال التطعيم الفعال، ومراقبة المتبرعين بالدم، واستخدام الإريثروبويَتين وفصل حاملي فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي من النوع "ب". 
 
كما أسهمت المراقبة الدورية، بدءًا من عام 1990 في الإمارات العربية المتحدة، للمتبرعين بالدم إلى مرضى الالتهاب الكبدي الوبائي سي، بشكل كبير في السيطرة على العدوى. كما تعرّض نحو 150 مليون نسمة إلى العدوى المزمنة بفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي سي حول العالم، ويوجد أكثر من 350,000 حالة وفاة سنويًا نتيجة للإصابة بأمراض تتعلق بالالتهاب الكبدي الوبائي سي. 
 
وأضاف أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لديها أعلى معدلات انتشار مرض الالتهاب الكبدي الوبائي سي، بين جميع مناطق العالم. وتعاني دول بعينها في المنطقة من انتشار عال نسبيا بهذا المرض، كما هو الحال مع مصر، التي يصل فيها معدل الإصابة إلى 14.7% وباكستان التي تصل فيها نسبة الإصابة إلى 4.8%. 
 
كما تبلغ نسبة انتشار مرض الالتهاب الكبدي الوبائي سي بين الإماراتيين 0.24% (يبلغ مدى الثقة 95% 0.02 – 0.63) وتبلغ هذه النسبة بين السكان المقيمين 1.64% (يبلغ مدى الثقة 95% 0.96 – 2.49). ويعتبر مستوى انتشار الالتهاب الكبدي الوبائي سي على المستوى المحلي في دول منطقة الخليج، مماثلا للمستويات العالمية. 
 
وأضاف الأستاذ الدكتور يوسف عبد الرزاق أن التطعيم الفعال لمرض الالتهاب الكبدي الوبائي سي ما زال تحديا لم نستطع التغلب عليه؛ ومع ذلك، فقد أمكن ربط إنترفيرون ألفا مع بولي إيثيلين غليكول وتقديم الديال (غسيل الكلى) لمرضى الالتهاب الكبدي الوبائي سي. وقد أدى الظهور المتقطع غير معروف السبب لمرض الالتهاب الكبدي في أواسط عقد التسعينات من القرن الماضي إلى اكتشاف فيروس جي من مرض الالتهاب الكبدي الوبائي، وكذلك فيروس "جي بي" وفيروس "تي تي". 
 
وقد سمحت الاكتشافات الأخيرة الكبرى في تقنية التشخيص الفيروسي وتطوير العوامل الجديدة المضادة للفيروسات، سواء الفموية أو التي تعمل بصورة مباشرة، بالتشخيص المبكر وتطوير الاستجابة العلاجية بشكل أفضل. 
 
وأشار الأستاذ الدكتور يوسف عبد الرزاق في كلمته الإفتتاحية للمؤتمر إلى تطوير مواد تشخيصية تعطي تباين أكبر، وأنظمة الليزر الجديدة، التي توفر اختراقا أعمق حتى المستوى تحت المخاطي. وقد تطور التوسع في الفحص المجهري الداخلي، من طب الجهاز الهضمي إلى مجالات مختلفة من الطب والفحص المجهري الباطني. ويتيح الفحص المجهري الداخلي التطبيق السريري المباشر. ويمكن تطبيق الأنظمة البحثية للفحص المجهري الداخلي على كل من الحيوانات وكذلك البشر، وهو ما يعمل على زيادة فهمنا للفيزيولوجيا المرضية والإمراضية. 
 
وقال أنه في الوقت الحالي، يتم استخدام الفحص المجهري الداخلي بصورة أساسية في تحليل البنية المخاطية في الجسم الحي، وهو ما يساعدنا على أخذ الخزع أو التدخلات الميكروسكوبية. 
 
وفي المستقبل سوف تسهم المواد التشخيصية ذات التباين العالي على تسهيل تشخيص الأنسجة السرطانية مع رؤية واضحة للأضداد الخبيثة المميزة (صور واضحة للجزيئات). كما أن التصوير الوظيفي سوف يحدد الحاجة إلى التدخل الصيدلاني في أمراض الالتهابات المعوية. كما يسمح الفحص المجهري للطبقة تحت المخاطية بتحديد الجهاز العصبي المعوي، والذي قد يغير من فهم الضطرابات الحركية. 
 
وقال أن دمج التصوير الجزيئي باستخدام الأجسام المضادة الموسومة والتصوير الوظيفي، ما زال يخضع للفحص، لتحديد الأفراد الذين قد يستفيدون من العلاج باستخدام المستحضرات البيولوجية. وقد أثبتت الدراسات التي تتناول الفحص المجهري أو المسابير بناء على الفحص المجهري الداخلي فائدة الفحص المجهري الداخلي في علاج العديد من الأمراض. 
 
وقال أن السرطان المعوي يمثل ثالث أكثر أنواع السرطان تسبباً في الوفاة، على مستوى العالم. ويبقى أحد أكثر الأمراض خطورة، نظرا للتشخيص المتأخر الذي ينجم عنه محدودية الخيارات العلاجية. وهناك حاجة إلى فهم سلوك الخلايا الجذعية المعوية ونظرائها في السرطان، من أجل تحسين إنذار هذا المرض. وبصورة عامة، فإن الخلايا الجذعية للمسالك المعوية تعتمد بصورة أساسية على شلال الإشارة ونت (Wnt)، وخلل هذا المسار، يرتبط بنسبة كبيرة من حالات السرطان المعوي. 
 
وفي الفئران، يقود إلغاء تنظيم إشارة ونت (Wnt) (مثل فقدان وظيفة إيه بيه سي APC ) إلى ظهور الأورام الحميدة. وبالمثل، يُنظر إلى طفرات انزياح الإطار داخل كابتات إشارة ونت إيه بيه سي أو Rnf43 وكذلك تنشيط طفرات β-catenin على أنها طفرات قائدة في الأورام المعدية البشرية. 
 
ويمثل البحث العلمي الجيد ذو الفوائد التطبيقية أساس السياسة الصحية العامة والوقاية والمراقبة الفعالة. ويعد ذلك أمرا مهما لأي فرع من فروع الطب أو لأي مرض له أهمية صحية عامة. وكممارسين في المجال الصحي، يجب علينا أن نوصل رسالتنا إلى الحكومات، ومقدمي الخدمات الصحية الآخرين، وكل القطاعات ذات الصلة، بأن المعرفة الحديثة لا يمكن أن تحدث تأثيرها، إلا إذا تُرجمت إلى نتائج صحية ملموسة. 
 
وفي ختام كلمته أثنى الأستاذ الدكتور يوسف عبد الرزاق على قيادة اللجنة العلمية لجائزة الشيخ حمدان للعلوم الطبية لعام 2016 ونجاحها في تقديم برنامج متوازن للغاية، يتضمن أحدث المحاضرات والعروض البحثية التي تعكس آخر التطورات، وكذلك أحدث الاتجاهات البارزة في مجال طب الجهاز الهضمي. 
 
وعقب الإفتتاح، بدأت فعاليات المؤتمر بمحاضرة علمية للفائز بجائزة حمدان العالمية الكبرى في موضوع أمراض الجهاز الهضمي وهو البروفيسور هارفي ألتر الباحث المتميز بقسم طب نقل الدم بالمركز السريري بمعاهد الصحة الوطنية بالولايات المتحدة الأمريكية.
 
كانت محاضرة البروفيسور ألتر بعنوان "التهاب الكبد الفيروسي C من ابقراط الى العلاج"، وتناول من خلالها العلاجات الحديثة المضادة لفيروس C   والمسماة بالادوية ذات التاثير المباشر والتي وصلت نسبة الشفاء فيها الى اكثر من 90% من الحالات الحاملة للفيروس C، وهذا مقارنة مع العلاجات السابقة والتي اعتمدت على الانترفيرون بواقع 50% فعالية.
 
كما ناقش البروفيسور ريتشارد ثومبسون، أستاذ طب الكبد الجزيئي واستشاري كبد الاطفال بمستشفى كينجز كوليدج بالمملكة المتحدة الآليات الجديدة للتعامل مع حالات الركود الصفراوي، حيث ناقش ازدياد فهم الآليات الجزيئية في حالات الركود الصفراوي  داخل الكبد بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، بفضل دراسة الأطفال الذين يعانون من الامراض الوراثية النادرة. 
 
وأشار إلى أن معرفة هذه الاليات قد أثرت علم وظائف الأعضاء و سمحت باستنباط واختبار السبل العلاجية التي تستهدف السبب الحقيقي للمرض.
 
وفي محاضرة بعنوان متلازمة الأمعاء القصيرة لدى الاطفال، ناقش البروفيسور أوليفر جوليت من كلية طب باريس ديكارت في جامعة السوربون بفرنسا، هذا المرض باعتباره السبب الرئيس وراء فشل الأمعاء. 
 
وأشار إلى أن أسباب هذه المتلازمة قد تكون خلقية أو مكتسبة، كما أنه من الصعب تحديد تقديرات دقيقة لمعدل الإصابة و الوفيات الناجمة عنها في الأطفال حديثي الولادة . 
 
وفي محاضرة حول فحص الأمعاء الدقيقة في الاطفال  بالمنظار المزدوج البالون، تحدث البروفيسور آرون إيرس عن منطقة الأمعاء والتي لم يكن من الممكن الوصول اليها بسهولة بسبب تكوينها التشريحي وموقعها حيث ان للمناظير التقليدية حدود فيما يتعلق بالمسافة التي يستطيع الطبيب الوصول اليها عند فحص الامعاء. 
 
وقال أنه لاحقا كان  لكبسولة التنظير اللاسلكية (WCE) دورا في المساعدة على رؤية الأمعاء كاملة حتى في الأطفال الأصغر سنا، ولكن مع الاخذ في الاعتبار القيود الناتجة عن عدم القدرة على اخذ عينات، وكذلك عدم القدرة على استخدامها كاداة علاجية تداخلية كغيرها من المناظير. 
 
كما تضمن المؤتمر محاضرة بعنوان "استخدام العضيات لدراسة وايقاف سرطان البنكرياس" للبروفيسور ديفيد توفسون نائب مدير مركز السرطان بمختبر كولد سبرنج هاربور بالولايات المتحدة الأمريكية، والفائز بجائزة حمدان العالمية للبحوث الطبية المتميزة في موضوع أمراض البنكرياس.
 
تحدث البروفيسور توفسون في محاضرته عن سرطان البنكرياس الذي يعتبر أكثر أنواع السرطان المعروفة خطورة بسبب عدم توافر وسائل للكشف المبكر عن المرض وللتاثير المحدود للادوية المستخدمة في علاج هذا النوع من السرطان.
 
وفي محاضرة بعنوان العلاج الجراحي لاورام الغدد الصماء العصبية في البنكرياس، تحدث البروفيسور كيفين كونلن من كلية ترينيتي في دبلن والرئيس الأكاديمي لقسم الجراحة في مستشفى تلاجت بأيرلندا، عن تزايد نسبة تشخيص الاورام الحليمية المخاطية داخل القناة البنكرياسية وتحويلها للعلاج الجراحي بسبب زيادة وعي المتخصصين بهذا الموضوع  مع شيوع استخدام وسائل التصوير المقطعية بكل انواعها.
 
كما قدم البروفيسور فراس القواس أستاذ الطب في مستشفى سيبلي ميموريال بالولايات المتحدة الأمريكية محاضرة حول دور التنظير الباطني في المرضى الذين يعانون من سرطان البنكرياس متحدثًا خلالها عن
 
الدور التشخيصي والعلاجي للتنظير في سرطان البنكرياس، حيث يلعب المنظار بالموجات فوق الصوتية دوراً هاما في التشخيص الأولى وكذلك في تصنيف مراحل السرطان. كما يلعب (( ERCP  (وهو تصوير الاقنية الصفراوية و البنكرياس بالتنظير الباطني الراجع ) دورا علاجيا ومسكنا بالاساس مثل وضع دعامات لتصريف العصارة الصفراوية (المرارية) وانسداد مخرج المعدة.
 
وفي محاضرة للبروفيسور جيرمي ويلسون من مستشفى ليفربول بجامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا تحدث عن التهاب البنكرياس الكحولي في العصر الحديث وعن علاقة الكحول بالإصابة بالتهاب البنكرياس الحاد والمزمن على حد سواء. 
جدير بالذكر أن المؤتمر يقام بالتزامن مع حفل تكريم الفائزين بجوائز الدورة التاسعة للجائزة، وكان قد بدأ فعالياته أمس من خلال 12 ورشة عمل بمشاركة لفيف من الباحثين والمتخصصين في هذا المجال الهام.