جائزة حمدان الطبية تحتفل بمرور عشرة سنوات على تأسيس المركز العربي للدراسات الجينية الخميس 27 يونيو 2013
احتفلت جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية بمرور عشرة سنوات على تأسيسها للمركز العربي للدراسات الجينية في 25 يونيو 2003 بهدف الحد من إنتشار الأمراض الوراثية في العالم العربي ودعم سبل تطوير البحث العلمي في هذا المجال.
 
وقد صرح الاستاذ الدكتور نجيب الخاجة رئيس المركز العربي للدراسات الجينية والأمين العام لجائزة حمدان الطبية أن إعطاء سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية رئيس هيئة الصحة بدبي راعي الجائزة توجيهاته بتأسيس المركز العربي للدراسات الجينية يعد ترجمة لنظرة سموه الثاقبة التي استشرف من خلالها الدور الهام الذي ستلعبه علوم الوراثة البشرية في تغيير ملامح النظم الوقائية والتشخيصية والعلاجية المستقبلية للكثير من الأمراض التي تهدد أمن وسلامة مجتمعاتنا العربية.
 
وأضاف أنه بالتعاون مع أعضاء الهيئة التنفيذية للمركز العربي للدراسات الجينية ومجلسه اللذان يضمان كوكبة من علماء الوراثة العرب، فقد أصبح المركز ممثلاً رئيسيًا للدول العربية بالمنتديات الدولية والمنظمات العالمية المعنية بعلوم الوراثة البشرية على مستوى العالم مثل منظمتي الجينوم البشري والفاريوم البشري. وفي عام 2012 إحتل موقعه الإلكتروني المركز الأول ضمن أفضل المواقع الإلكترونية لمعاهد علوم الطب الحيوي في دولة الإمارات العربية المتحدة كما احتل المركز الثاني ضمن أفضل معاهد علوم الطب الحيوي في العالم العربي.
 
وأكد الخاجة على أن تلك المكانة المتميزة لم تأت من فراغ بل كانت حصيلة لسنوات عديدة من العمل الجاد والمتواصل أحرز خلالها المركز إنجازات عديدة لاقت صدىً واسعًا لدى مؤسسات المجتمع العلمي الدولي، مشيرًا إلى أن قاعدة بيانات الإضطرابات الوراثية لدى العرب التي أطلقها المركز العربي للدراسات الجينية مجانًا على شبكة الإنترنت في 30 نوفمبر 2004 تطورت بسرعة لتصبح أشمل قاعدة بيانات للأمراض الجينية لدى الشعوب العربية على مستوى العالم كما لعبت دورًا محوريًا في رسم معالم خريطة واضحة للأمراض الجينية في العالم العربي موفرةً المعلومات والنتائج للباحثين والأطباء وصناع القرار للإستناد إليها في وضع الخطط المستقبلية لنظم الرعاية الصحية بالمنطقة وإتخاذها كمرجع أساسي في تشخيص العديد من الحالات المرضية وعلاجها.
 
وأضاف أن قاعدة البيانات قد لاقت إقبالاً كبيرًا لدى الباحثين وعلماء الوراثة على مستوى العالم حيث أن عدد زائريها قد تجاوز المليون زائر، معظمهم من دول غرب آسيا وشمال أوروبا وأمريكا الشمالية وشمال إفريقيا، كما أنها نجحت في رصد 1073 مرضًا جينيًا و 449 جينًا في 23 دولة عربية والتي قام المركز بتوثيقها ونشر قسم منها في سلسلة كتب الإضطرابات الجينية في العالم العربي, والتي صدر منها حتى الآن أربع مجلدات تناولت الأمراض الجينية في اربع دول هي الإمارات والبحرين وعمان وقطر ويجري حاليًا العمل على إصدار عدد جديد منها حول الأمراض الجينية في دولة الكويت.
 
كما يتبني المركز العديد من الأنشطة البحثية عالية المستوى في مجال علم الوراثة, وهو الآن في طور التخطيط للقيام بمشاريع مشتركة مع أهم الجهات المسؤولة عن الرعاية الصحية محليًا وإقليميًا بهدف الاضطلاع بأبحاث علمية بالغة الأهمية ستنعكس نتائجها إيجابًا على الشعوب العربية.
 
من ناحية أخرى صرح الدكتور محمود طالب آل علي مدير المركز العربي للدراسات الجينية أنه إنطلاقًا من حرص المركز على المشاركة في إعداد الجيل الجديد من علماء الوراثة العرب فقد شارك في العديد من المؤتمرات الطلابية وورش العمل التي تنظمها المؤسسات الطبية والأكاديمية بدولة الإمارات العربية المتحدة لتدريب الطلبة على أفضل الممارسات في استخدام قاعدة البيانات.
 
وأشار إلى المؤتمر العربي لعلوم الوراثة البشرية والذي ينظمه المركز العربي للدراسات الجينية مرة كل عامين يعتبر منبر هام للتواصل ما بين علماء الوراثة العرب لمناقشة أحدث ما توصلت إليه الدراسات العلمية على مستوى المنطقة والعالم في مجال علوم الوراثة البشرية. وستعقد النسخة الخامسة للمؤتمر بالتزامن مع مؤتمر جولدن هيلكس من 17 وحتى 19 نوفمبر القادم تحت عنوان "تطبيقات علوم الوراثة في الرعاية الصحية" بمشاركة نخبة من علماء الوراثة البشرية من 15 دولة حول العالم.
 
وأشاد الدكتور آل علي بالجهود التوعوية التي تبذلها العديد من الجمعيات الأهلية والمؤسسات الطبية الحكومية والخاصة لتعزيز سبل الوقاية من الأمراض الوراثية لدى كافة أفراد المجتمع والتي تعتبر عنصرًا هامًا لتحقيق أحد أهم أهداف المركز العربي للدراسات الجينية وهي الحد من إنتشار الأمراض الوراثية في العالم العربي. لذا فقد حرص المركز على التعاون مع العديد من هذه المؤسسات ومشاركتها في إطلاق العديد من الحملات التوعوية بالعديد من الأمراض الوراثية. كما كان للمركز مساهمات هامة في تبسيط اللغة العلمية المستخدمة في شرح الأمراض الوراثية لغير المتخصصين فأصدر الموسوعة الوراثية الميسرة والتي صدر عنها حتى الآن ثلاث كتيبات تناولت موضوعات عدة مثل أمراض السرطان وأمراض الدم والمسح الإستقصائي لحديثي ا لولادة.
 
وقال أنه بتوجيهات من سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية رئيس هيئة الصحة بدبي راعي الجائزة فإن الإنجازات التي حققها المركز العربي للدراسات الجينية ستكون القوة الدافعة والملهمة لكافة القائمين عليه من أجل تكثيف العمل خلال السنوات القادمة تجاه النهوض بالبحث العلمي في مجال علوم الوراثة البشرية بالمنطقة العربية فتلك هي الغاية التي يسعى المركز دومًا لتحقيقها.