دراسة تحذر من خطورة التخلص من المخلفات السائلة لعيادات طب الأسنان بضخها في شبكات الصرف الصحي العامة للدولة الأحد 13 نوفمبر 2011
أكدت جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية على خطورة التخلص من المخلفات السائلة لعيادات طب الأسنان بضخها في شبكات الصرف الصحي العامة للدولة وذلك لإحتوائها على نسب تتجاوز الحدود المسموح بها من معدن الزئبق السام الذي يدخل ضمن المكونات الرئيسية لمخلفات تلك العيادات بسبب وجود مادة الأملغم والتي تعد من أكثر المواد إستخدامًا في الحشوات الترميمية للأسنان.
 
جاء ذلك وفقًا للدراسة العلمية الحديثة التي أجرتها الباحثة الدكتورة سوسن القواص الأستاذ المشارك ورئيس قسم صحة الفم والقحف الوجهي بكلية طب الأسنان جامعة الشارقة بدعم من الجائزة تحت عنوان "التحليل الكمي للزئبق الموجود في مياه صرف عيادات طب الأسنان في دولة الإمارات العربية المتحدة".
 
وأشارت الدكتورة سوسن القواس إلى أن الدراسة قد أجريت على 38 عينة للمخلفات السائلة لعيادات طب الأسنان من 28 عيادة أسنان في إمارتي الشارقة وأبو ظبي.
 
وقالت أنه بتحليل تلك العينات وجد أن متوسط ??تركيز الزئبق فيها هو 317.7 ميكروغرام لكل ليتر وذلك على الرغم من أنه وفقا لمعايير بلدية دبي البيئية فإن الحد الأقصى المسموح به لتصريف النفايات المحتوية على الزئبق إلى نظام الصرف الصحي هو 10 ميكروغرام لكل ليتر والحد الأقصى المسموح به لتصريفها في مياه الصرف الصحي المستخدمة في أغراض الري هو 1 ميكروغرام لكل ليتر.
 
وقالت الدكتورة سوسن القواس أنه إذا كانت تلك النسبة تزيد عن النسبة المقبولة عالميا فإنها أقل من النسب الواردة في أبحاث علمية مشابهه في دول المنطقة وفي دول العالم.
 
وأضافت أنه إذا لم تعالج المخلفات السائلة لعيادات طب الأسنان بطريقة علمية سليمة فإن ذلك  قد يشكل تهديدا للبيئة وللإنسان بصورة عامه وللحياة البحرية والتوازن البيئي والمحاصيل الزراعية بصفة خاصة حيث أن حوالي ثلث المخلفات المائية المعالجة في دول الخليج تستخدم في ري الأراضي الزراعية.
 
وأضافت أن بعض البلدان الأوروبية قد تنبهت لخطورة مخلفات عيادات طب الأسنان والأضرار التي تنتج عنها في إحداث خلل بالنظام البيئي ومن ثم إتخذت بعض هذه الدول مثل سويسرا وألمانيا والسويد والدانمارك بعض الإجراءات لفصل مثل تلك المواد عن مخلفات عيادات الأسنان لتقليل نسبة تواجدها في المخلفات المائية.
 
وعلى الجانب الآخر أشار الدكتور نجيب الخاجة الأمين العام لجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية إلى أنه يتعين على كافة المنشآت الصحية بالدولة الإلتزام بتحقيق التوازن ما بين إستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة في تشخيص الأمراض وعلاجها وبين الحفاظ على بيئة نظيفة خالية من كافة مسببات التلوث التي قد تؤدي في المستقبل إلى إرتفاع معدلات الإصابة بعدد كبير من الأمراض الخطيرة والمزمنة مثل أمراض الجهاز العصبي المركزي وأمراض الكلى وأمراض الجهاز التنفسي.
 
وأشار الخاجة إلى أن الجائزة تعكف حاليًا على رصد النتائج الصادرة عن البحث وتوصياته كي يتم رفعها إلى كافة الجهات المسؤولة بالدولة بما فيها وزارة الصحة ووزارة البيئة والبلديات وهيئات الصحة بالإمارات ليتم إتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها خاصة وأن معدن الزئبق يعد من المعادن الخطيرة والسامة التي يجب الحيلولة دون وصولها بكميات كبيرة إلى المصادر الأساسية للطعام والشراب في دولتنا.
 
كما سيتم نشر البحث في مجلة العلوم الطبية التي تصدرها الجائزة بما يضمن إطلاع المتخصصين على نتائجه والإستفادة منها في تطوير القطاعات الصحية بالدول العربية والأجنبية.
 
وأشار الدكتور الخاجة إلى أن ذلك البحث يأتي في إطار الجهود الكبيرة التي تبذلها الجائزة فيما يتعلق بدعم وتمويل البحوث العلمية المتميزة داخل دولة الإمارات العربية المتحدة والتي تعد ثروة حقيقية للوطن حيث أنها تهدف في المقام الأول إلى خدمة المجتمع والحفاظ على الصحة العامة لشعبها وللمقيمين على أراضيها.
 
جدير بالذكر أن جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية قد قامت منذ تأسيسها في عام 1999 وحتى الآن بدعم 65 بحثًا علميًا وذلك من خلال مركز دعم البحوث العلمية وخدمة المجتمع التابع لها بميزانية قدرها مليوني درهمًا في كل دورة من دوراتها.