البروفيسور جون جي فورت

الجوائز العالمية

جائزة حمدان للبحوث الطبية المتميزة - العلاج الوقائي و اللاتدخلي في أمراض الجهاز الهضمي
الدورة الثالثة للجوائز


ولد البروفيسور جون جي. فورت فيلاد‏لفيا بولاية بنسلفانيا الأمريكية في العام 1934، وحصل على الدكتوراه في العام 1960 من جامعة بنسلفانيا بفيلاد ‏لفيا. 

‏خلال مدة تزيد عن 40 ‏عاماً من الجهود ‏العلمية ساعدت مساهمات الأستاذ الدكتور/ جون فورت في تغيير فهمنا لوظيفة المعدة، كما أد‏ت إلى تطورات حيوية وجديدة في العقاقير الطبية التي استفاد ‏منها عدد ‏لا يحصي من المرضى. وهو بلا ريب واحد من الروّاد ‏الحقيقيين في فسيولوجية الخلايا الظهارية وبيولوجية الخلية. 

‏بدأ الأستاذ الدكتور/ فورت قبل أربعين سنة في د‏راسة الآليات التي تنظم إفراز الحمض المعدي. وقد شكّلت هذه الدراسات الإطار العام لاكتشافه الهائل الذي د‏ل على أن ايونات الهيدروجين تنتقل عبر الغشاء الخلوي بواسطة مضخة بروتونية تعرف الآن باسم The H+ K+ ATPase Pump،وسر عان ما تم التوسع في تلك الملاحظة الجوهرية بتوصيف المضخة علي الجدار الخلوي والترابط البنيوي لتحريك المضخة البروتونية وتشظّيها علي سطح الخلية، وقد شكل هذا الفهم للمضخة البروتونية الأساس لتطوير فئة جديدة من الأد‏وية الفعالة، وتحديدا في تقليل إفراز الأحماض من المعدة.     

‏وهذه الأد‏وية التي حلت محل الـ " ‏بنزيميدازول " تشكل الآن حجر الزاوية في معالجة متاعب الجهاز الهضمي الشائعة مثل الارتداد ‏المعدي المريئي، ومرض القرحة الهضمية، وكلاهما يشترك في إفراز الحمض المعدي المسبب لتقرح الغشاء المخاطي. 

‏وبالإضافة إلى إسهاماته في فهمنا للمضخة البروتونية نفسها فإنه أول من افترض أن إفراز الأحماض ناتج عما تضخه المضخة إلى التجويف الأنبوبي عمبر اندماج الحويصلات د‏اخل الخلية مع القنوات الإفرازية. كما أنه افترض في السبعينات من القرن الماضي أن المضخة يتم تنظيمها عبرتدوير الأغشية، وكان هذا مفهوما جديدا

‏في ذلك الحين. وفي وقت لاحق أظهرت دراسات دقيقة استخدم فيها المجهر الإلكتروني، ودراسات أخرى لعزل الحويصلات أن الحويصلات داخل الخلية تندمج مع الغشاء الفموي ومن ثمّ يتم تدويرها لتصبح حويصلات بعد توقف منبهات الإفرازات. 

وقد تجاوزت إنجازات الدكتور فورت نطاق أبحاثه التي تتسم بالإبداع والدقة، كما أنه قام برعاية مجموعة من الباحثين الشبان، وكثيرون منهم يشغلون مراكز علمية مرموقة يومنا هذا. ويقر طلبته السابقون بمكانته كمعلم متمّيز وقدوة حسنة، وتجرده من الأنانية، وتحليه بالإيثار عن النفس وبأ نه شخص يتصف بأرفع مستويات الأمانة العلمية والشخصية. 

‏ومما يؤيد المكانة الرفيعة التي تحظى بها أعماله أ.د. فورت البحثية، والأثر القوي لتلك الأعمال البحثية في معالجة اختلالات الجهاز الهضمي، حصوله على العديد من الجوائز التي تلقاها من الجهات العلمية والسريرية، داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وفي أجزاء أخرى من العالم، كما أنه ظل يتلقى سيلاً لا ينقطع من الدعوات للحديث أمام المؤتمرات العالمية حيث لا يكتفي فقط بالحديث عن أبحاثه الحالية، ولكنه يزّود مستمعيه بالكثير من الأفكار الجديدة. 

‏لهذا يمكن اعتبار الدكتور فورت مؤهلا بدرجة عالية لنيل هذه الجائزة الرفيعة تقديرا لجهوده البحثية التي جعلته معلما بارزا في مجال آليات إفراز الأحماض من المعدة. وقد كان لاكتشافاته، وتطبيقها كممارسات سريرية أثرا كبيراً في تخفيف المعاناة البشرية. 

‏لهذه الإنجازات، ولإسهاماته، ولبحثه المقدم لنيل الجائزة، يستحق البروفيسور جون جي. فورت الفوز بجاثزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية عن فئة جائزة حمدان لأفضل البحوث المتميزة في مجال العلاج الوقائي واللاتدخلي في أمراض الجهاز الهضمي لعاميّ 2003-2004 ‏م.