المرحوم (بإذن الله) الدكتور بورويل يات كينيدي والدكتورة ميريان كينيدي

جوائز دولة الإمارات العربية المتحدة

جائزة حمدان للشخصيات الطبية المتميزة في المجال الطبي بدولة الإمارات العربية المتحدة
الدورة الرابعة للجوائز
حضر الدكتور بات كينيدي، وزوجته الدكتورة ميريان كينيدي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بناء على دعوة من المغفور له هو سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأخيه سمو الشيخ شخبوط بهدف تأسيس مستشفى في منطقة العين في سنة 1960، وبعد تجربة الرعاية الطبية الأمريكية في مسقط والبحرين، حيمث أثبت آل كينيدي‏ خبرتهما طلب إليهما الحاكمان تأسيس مستشفى الواحة في منطقة العين فكانت بذلك أول مستشفى في إمارة أبو ظي كلها. وكانت هذه المستشفى تخدم منطقة العين ومنطقة البريمي المحيطة بها بالإضافة إلى المناطق الساحلية والداخلية في عمان. واستمر الأمر على هذا النحو طيلة عشر سنوات حتى تم إنشاء أول مستشفى حكومي في العين. 
 
وفي الفترة بين عامي 1960 و 1963  أنشأ الطبيبان بات وميريان كينيدي وفريقهما الطبي أول عيادة لهما في بيت للضيافة منحهما إياه الشيخ زايد لذلك الغرض ولقد تم إنشاء الغرف الأساسية للمرضى بسرعة باستخدام سعف النخيل كتدبير مؤقت. وخلال ذلك الوقت كان قد بدأ العمل في إعد اد مبنى عيادة وثلاثة بيوت، وتم إنشاؤها في الموقع الحالي للمستشفى حيث كانت أرض المستشفى هبة من الحاكمين كموقع نهائي لها. وفي عام 1963  احترقت الغرف المصنوعة من سعف النحيل. وخلال فترة السنوات العشر عانى الدكتور بات والدكتورة ميريان من العديد من المصاعب والتحديات ليصلا بتلك المستشفى إلى المستوى الفاخر الذي تتمتع به اليوم، إذ يضم المستشفى اليوم وسائل الراحة التي تحظى بها المستشفيات الدولية. فخلال تلك الأيام لم يكن هناك كهرباء ولا ماء ولاتكييف للهواء، ولم يكن هناك أماكن صالحة لتخزين الأدوية. وبسبب عدم توفر الأدوية المصلية، اضطر آل كينيدي إل صناعتها عن طريق مزج الماء بالسكر والملح بحسب مقادير الوصفة الطبية. وبسبب عدم توفر فريق مساعد في معظم الأحيان، كان لا بد للطبيبين من أن يقوما بكل الأعمال في المستشفى، .بما في ذلك تنظيف الغرف وصيانتها. وبسبب عدم توفر الأطباء البدلاء اضطر آل كينيدي إلى تأجيل إجازتهم الأولى إل موطنهم الولايات المتحدة الأمريية حتى عام 1962 .وكان معدل وفيات الأطفال مرتفعا جدأ في عام 1960 حيث وصل إلى%50 ووصل معدل وفيات الأمهات عند الولادة إلى%35 بالإضافة إل تفشي العد يد من الأمراض مثل السل، والملاريا، وأمراض العيون، والأمراض المعوية وغيرها. فكان ذلك الوقت وقتا حاسماً لتأسيس مستشفى لحل تلك المشاكل. وكان آل كينيدي متحمسين جدأ لمنع انتشار تلك الأمراض. وكان سكان العين طيبين جداً حيث دعوهم إلى منازلهم ، كما أبدوا عرفا نهم بالجميل على الخدمات الطبية التي حصلوا عليها من بات وزوجته، فكانا يعرفان باسم "كند ومريم". 
 
‏وبعد أن كسبوا قلوب أهل العين، بدأ آل كينيدي باستعمال علاجاتهم وأدويتهم الجديدة، مما أدى في نهاية المطاف إلى إجراء عمليات ولادة آمنة، وإلى رعاية صحية جيدة للأطفال، وكان ذلك سببا في انخفاض معدل الوفيات بشكل ملحوظ في فترة قصيرة جدأ . ولقد ولد معظم أفراد عائلة آل نهيان في مستشفى الواحة خلال الخمس عشرة سنة الأولى من افتتاح المستشفى. وبلغ مجموع عدد عمليات الولادة التي تم إجراؤها في مستشفى الواحة حتى عامنا هذا إلى 80.000 عملية. وحتى عام 1975 خدم آل كينيدي في مستشفى الواحة كأطباء أساسيين، ثم عادا فاستقرا في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب ظروف تعليم أولادهما، وبقيت في قلوهم محبة عرب الإمارات وعمان. ولقد تركا خلفهما ميراثا قويا ومستمرا، هو مثال للمودة والتضحيات التي قدموها إلى أهل الإمارات العربية المتحدة. ويعرف مستشفى الواحة أيضا من قبل السكان المحليين بمستشفى كينيدي. واليوم، يعتبر الدكتور بات والد كتورة ميريام كينيدي بحق طبيبين رائدين .بما يعرف الآن بدولة الإمارات العربية المتحدة. فلقد كانت الحاجة كبيرة لجهودها، فقدم آل كينيدي بدافع العاطفة والمحبة العد يد من التضحيات على حساب راحتهم وموارد هم المادية لخدمة أهل الإمارات العربية المتحدة، وقدما لهم مسافات لا تقدر بثمن. 
 
ولد الدكتور بات كينيدي في عام 1919، وتوفي عام 2000 عن عمر يناهز 81 عاما . أما الدكتورة ميريام كينيدي فهي تعيش اليوم في كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية حيث أصبح اثنين من أولادها أطباء أيضا . 
 
وفي مستشفى الواحة، تقدم الخدمات الطبية حتى يومنا هذا على أساس غير ربحي، حيث لم يحدث أن رفض معالجة أحد لأسباب مادية. وبالإضافة إلى الخدمات الطبية العادية، فقد عالج آل كينيدي أيضا الجروح الناتجة عن إصابات بطلقات نارية، وعضات حيوانات، ومتاعب في الأسنان، بالإضافة إلى تحديات أخرى. وفي ظل غياب الرعاية البيطرية، فقد عالج الدكتور بات كينيدي العد يد من الحيوانات، .بما فيها الإبل، والصقور، والماعز، والماشية. 
 
ولكل تلك الخدمات الطبية المتميزة التي قدمت إلى أهل الإمارات العربية المتحدة من قبل المغفور له الدكتور بور ويل بات كينيدي، والدكتورة ميريان كينيدي، يستحق الطبيبان جائزة حمدان للشخصيات المتميزة في المجال الطبي بدولة الإمارات العربية المتحدة لدورة 2005-2006.