الدكتور محمد حسن ياسين

جوائز دولة الإمارات العربية المتحدة

جائزة حمدان للشخصيات الطبية المتميزة في المجال الطبي بدولة الإمارات العربية المتحدة
الدورة الرابعة للجوائز
في تاريخ دبي هناك عدد من الرجال الذين لايمكن بأي حال من الأحوال نسيانهم إذ أصبحوا جزءا لا يتجزأ من تاريخها، ومن هؤلاء الرجال، طبيب يعرفه كل من عاش في دبي منذ حقبة الأربعينيات. صاحب اليد الرحيمة طبيبنا هو الد كتور محمد ياسين الذي قدم إلى دبي عام 1943م. 
 
بعد تخرجه من كلية"أمرستار" الطبية في ولاية البنجاب بالهند عام 1941 حيث مارس الطب مدة عامين في وطنه قبل أن يقرع البحث عن وظيفة جديدة لتحسين وضعه الاجتماعي. ولحسن حظه قرأ في إحدى المجلات إعلانا عن طلب تعيين طبيب مسلم في الإمارات المتصالحة في الخليج العربي برا تب قدره 150 ربية هندية مع علاوات خاصة تقدرلـ 150  ربية أخرى. أي أن الراتب يصل إلى 300 ربية ، وهو راتب كبير، بل وحلم لطبيب ناشئ في ذلك الوقت. فقدم طلب الحصول على هذه الوظيفة حيث تم اختياره بعد عدة شهور. 
 
وصل الدكتور محمد ياسين دبي عام 1943 ، وفي بد اية أيامه كانت الحالة الصحية لأهالي دبي مقبولة فلم يكونوا يعانون من مشاكل طبية ظاهرة. ولكن بعد وصوله بأشهر قليلة انتشر مرض الجدري، عندها عانى الطبيب والأهالى على حد سواء في معالجة المصابين وفي تطعيم سكان الإمارات ضد المرض. 
 
ومن الجدير بالذكر أنه قبل قدوم الدكتور ياسين ،كانت هناك خدمات طبية بدائية مقتصرة على مخزن يقوم بتوزيح الأدوية على المرضى دون وجود طبيب معالج. وبعد وصوله إلى دبي ، تسلم الد كتور ياسين إدارة المخزن الذي كان يتزود بالأدوية من مخازن بومبي. وبعد سنة من قدومه إلى دبي تم تعيين معاون له، فتم اختيار السيد حسين علي خان- رحمه الله- ومن ثم حسين أهلي-رحمه الله- بعد عام.فكانا بمثابة الطاقم الطبي للخدمات الطبية، حيث قام المعاونان بعد تعليمهما فنون التضميد وحقن الإبر بمعاونة الدكتور ياسين بكافة أمور حياته الخاصة والأمور المتعلقة بالرعاية الصحية. 
 
كانت خدمات الدكتور ياسين في ذلك الوقت مركزة بدرجة كبيرة على إمارة دبي. لكن ذلك لم يمنعه من تقديم خدما ته للإمارات الأخرى عند الضرورة، خصوصا أنه كان الطبيب الوحيد على امتداد السبع إمارات. وفي هذا الصدد، لا بد أن نذكر أن الد كتور ياسين قدم خدما ته لأهالي رأس الخيمة في العام التالي لتسلمه العمل في دبي بعد انتشار الملاريا بين الأهالي. 
 
 
‏وكان الدكتور ياسين في ذلك الوقت يقوم بعدد قليل وبسيط من العمليات الجراحية، وذلك لعدم وجود المعدات والأجهزة اللازمة. لكنة كان يقف مكتوف اليدين أمام الحالات الخطيرة، التي كانت تنقل إلى البحرين أو إلى الهند حسب إمكانيات الأهالي المادية، أو كانت تنتظر الأجل المحتوم إن لم تكن قادرة على مصاريف السفر للعلاج. 
 
في عام 1954، أرسلت الوكالة السياسية البريطانية أوراقه إلى داثرة الصحة في لاهور، وذلك بطلب منه، فقبلوا انضمامه إلى جامعة الملك إدوارد (أقدم كلية طب في الباكستان). ركان هذا الطلب راجعا إل إحساسه أن الإجازة الدراسية التي حصل عليها كانت تقف عائقأ أمام تطوير قدرا ته ومهاراته في مجال الطب. 
 
وبعد إتمامه الدراسة عام 1957، حاول ممارسة الطب في عيادة خارجية في باكستان. ولكن الحنين إلى دبي دعاه إلى العودة إليها عام 1959. وبعد فترة قصيرة تم نقله إلى عيادة دبي الواقعة ببر دبي كمسئول عنها لتقدم الخدمات للأهالى في تلك المنطقة. واستمر به الحال في ذلك حتى عام 1971 حيث تم تعينه كمسئول للخدمات الطبية في مطار دبي حيث أمضى السنوات الباقية من مدة خدمته التي امتدت حتى عام 1986، وهو العام الذي تقاعد فيه من العمل. 
 
لم تمر مساهمات الدكتور ياسين دون تقدير، حيث أنه قد تم تكريمه عام 1966 من قبل ممثل المملكة في الخليج، حيث قلده ميدالية عضوية الإمبراطورية البريطانية. كما تم تكريمه من قبل داثرة الصحة والخدمات الطبية في دبي عام 2000.
 
في زمن انتشر فيه الفقر في الإمارات المتصالحة، وكان الطب بد اثيأ، ومع عدم توفر الخدمات الطبية اللازمة، وقف الدكتور ياسين وحيدا لكونه الطبيب الوحيد في سبع إمارات متصالحة، محاولا كفكفة آلام المرضى، ومحاربة الأوبئة، وإجراء العمليات الصغيرة، متسلحاً .بما لد يه من علم، مستعينا بالقليل مما توفر لديه من معدات طبية. 
 
لهذه الإنحازات كلها في دولة الإمارات العربية المتحدة، يستحق الدكتور محمد ياسين جائزة حمدان للشخصيات الطبية المتميزة في دولة الإمارات العربية المتحدة للد ورة  2005-2006.