يعتبر مركز الثلاسيميا في دبي اليوم المركز الوحيد في دولة الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج العربي حيث بدأت خدماته مع بداية عام 1989 ليكون حينها المركز الوحيد في منطقة الشرق الأوسط و منطقة الخليج . أما إقليماً و عالمياً فقد كان المركز على مر السنين متفرداً من حيث نوعية الخدمات التي يقدمها لمرضى الثلاسيميا .

 

في عام 1994 كان قرار صاحب السمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية والصناعة ورئيس دائرة الصحة والخدمات الطبية ببناء مركز للثلاسيميا يحتوي على أحدث التقنيات. وقام سموه بافتتاح المبنى الجديد لمركز الثلاسيميا في يناير من عام 1995 بحضور نخبه كبيره من أشهر الأطباء والعلماء على مستوى العالم وذلك من خلال فعاليات المؤتمر الدولي الثالث لطب الأطفال وأمراض الدم. 

‏

 

اكتسب مركز الثلاسيميا في دبي من تاريخ إنشائه وحتى اليوم سمعة عالية محلياً وإقليمياً وعالمياً من خلال العديد من الأبحاث والاكتشافات الطبية التي لم تسجل من قبل وذلك بالتعاون المثمر مع مختبرات علم الوراثة الموجودة في نفس المبنى وتم نشرها في المجلات العلمية العالمية. فقد قام مختبر الجينات باكتشاف 6 أنواع من الخلل الجيني الوراثي لمرض الثلاسيميا لم يكتشفه أحد من قبل على مستوى العالم مما سهل عملية التشخيص ودقة العلاج لهذه الأنواع. هذا وقد حصد المركز والكوادر العاملة فيه العديد من الجوائز الهامة. فقد حصل مركز الثلاسيميا على مركز متقدم جداً على مستوى دوائر حكومة دبي من خلال جائزة الجودة. 

‏

 

يعمل في مركز الثلاسيميا حالياً كادر طبي متخصص يتألف من أربعة أطباء ذوي خبرة عالية في أمراض الدم الوراثية ومرض الثلاسيميا إلى جانب فريق تمريض مؤهل لمثل هذه الحالات. أما الأخصائيين الاجتماعيين فان لهم دوراً بارزاً في تطوير نوعية الخدمة المقدمة لمرضى الثلاسيميا في المركز، وحالياً تم استحداث قسم تطوير الجودة الذي يهدف إلى تطبيق معايير الجودة العالمية و الحصول على الاعتماد الدولي من قبل الهيئة المشتركة للاعتماد الدولي JCIA . 

‏

 

ولقد حصل المركز على اعتراف دولي من خلال الرابطة الدولية للثلاسيميا ومنظمة الصحة العالمية على اعتبار مركز الثلاسيميا في دبي من أفضل المراكز في العالم من حيث مستوى الخدمة المقدمة مجاناً للمواطنين والوافدين على حد سواء، وعليه تم اختيار دبي ومركز الثلاسيميا لتكون المقر الإقليمي لتدريب الكوادر الطبية لمختلف دول المنطقة في مجال الثلاسيميا. وتم اختيار دبي لتنظم المؤتمر العاشر للثلاسيميا والمؤتمر الثاني عشر لرابطة الثلاسيميا الدولية لمرضى الثلاسيميا وأهاليهم في ينايرعام 2006.

 

 ‏كما يعتبر مركز الثلاسيميا الأول في الشرق الأوسط الذي تمكن من التعرف على مرض الأنيميا المنجلية بواسطة الجينات. وقد اعتمد المركز على تشخيص التهاب الكبد الوبائي (ج) عن طريق عزل الفيروس للمرض وليس الأجسام المضادة في الدم. 

‏

 

ويعد المركز بالتعاون مع مختبرات علم الوراثة الأول في منطقة الخليج الذي قام بدراسة لشرح وتوضيح الأساس الجزيئي لأمراض الدم الوراثية، والذي قام بتعريف الأسباب الوراثية في الجينات التي تسبب مرض الثلاسيميا. ويعد هذا المركز أيضا أول من قام بإجراء فحوصات خاصة على أنواع الهيموجلوبين H من خلال دراسة مشتركة مع سلطنة عمان في منطقة الخليج استمرت أكثر من أربع سنوات، كما أنه أول مركز قام بتعريف الخلل الوراثي لأكثر من 200 مريضاً بالأنيميا المنجلية في منطقة الخليج. ويعد من أول المراكز في منطقة الخليج التي تقوم بفحص الحمض النووي بطرق جديدة ومبتكرة. 

‏

 

كما أن المركز أول من اكتشف وجود نسبة عالية جداً لحالات الألفا ثلاسيميا في الدولة ( أكثر من %50 من السكان) والذي يؤدي إلى فقر دم بسيط كان يتم تشخيصه بشكل خاطئ في السابق كفقر دم نتيجة نقص الحديد . 

‏

 

إن مركز الثلاسيميا أول من اكتشف أن واحداً من كل 12 مواطنا في الدولة يحمل مورثات البيتا ثلاسيميا الصغرى. والمعروف أيضا بأنه أول من قام بالتعاون مع مختبرات علم الوراثة بتحديد الأساس الجيني لإنزيم G6PD بين المواطنين في الد ولة. وأجرى المركز دراسة شاملة على هذا الإنزيم على الأطفال حديثي الولادة بين المواطنين. 

‏

 

وكان لمشاركة مركز الثلاسيميا في الفعاليات المختلفة لحكومة دبي من خلال دائرة الصحة والخدمات الطبية أثر كبير في تقديم التوعية والتثقيف الصحي للمواطنين والمقيمين على حد سواء مثل المشاركة في مهرجان دبي للتسوق ومفاجئات صيف دبي وشهر العطاء والكثير من الفعاليات الأخرى. 

‏

 

ويتم التعاون بين مركز الثلاسيميا والهيئات والدوائر المختلفة في الدولة مثل شرطة دبي، بلدية دبي، وزارة التربية والتعليم حيث تم تخصيص جزء من مقرر علم الأحياء للصف الثاني عشر لتكون مادة وافية عن مرض الثلاسيميا. وكذلك هناك تعاون مستمر في مجال الأبحاث مع جامعة الإمارات في العين، وهناك تعاون مع الهيئات والجمعيات ذات النفع العام، فقد تم توقيع اتفاقية هامة مع مؤسسة محمد بن راشد الخيرية لتقوم بمقتضاها الجمعية بتغطية تكاليف علاج مرضى الثلاسيميا وذلك لضمان استمرارية علاجهم على الوجه الأكمل. 

‏

 

إن مركز الثلاسيميا يهدف في خطته المستقبلية إلى الحصول على الاعتراف الدولي من قبل الهيئة الدولية المشتركة في نهاية سنة 2007 أسوة بالمستشفيات الأخرى في دائرة الصحة و الخدمات الطبية. وكذلك يهدف المركز إلى الحد من انتشار مرض الثلاسيميا من خلال برنامج قومي على مستوى الدولة يهدف إلى تشخيص حاملي صفة مرض الثلامميميا ومن ثم تقديم الاستشارات الوراثية الكاملة للتوعية من المرض والوصول إلى عدم ولادة أطفال مرضى جدد في الدولة.

 

‏وقد استطاع المركز على مدى السنوات الثلاث السابقة أن يثبت إمكانية ذلك من خلال تطبيق المرحلة الأولى من هذه الخطة على عائلات مرضى الثلاسيميا وقد تم الحد من ولادة أطفال مرضى بالثلاسيميا لهذه العائلات.