السير مجدي حبيب يعقوب

الجوائز العالمية

جائزة حمدان للمتطوعين في الخدمات الطبية والإنسانية
الدورة الرابعة للجوائز
ولد السير مجدي حبيب يعقوب في أسوان في عام 1935م. ركان والده جراحاً أيضا،ً مما أعطاه إلهاما أكبر لاختيار هذه المهنة. حصل على تعليمة الطبي في جامعة القاهرة، حيث قرر بأن يختص في جراحة القلب.
بعد ذلك انتقل إلى بريطانيا حيث أصبح مستشارا اختصاصياً في أمراض القلب والصدر في مستشفى هارتفيلد في عام 1962. ثم أصبح أ.د. في المعهد الوطني للقلب والرئة عام 1986، كما شارك في تطوير تقنيات زراعة القلب والرئة. لقد أجرى السير مجدي يعقوب أكبر عدد من عمليات الزراعة الجراحية في العالم، وبفضله أصبح مستشفى هارتفيلد مركزاً ريادياً في الزراعة الجراحية حيث تجرى أكثر من 200 عملية سنوياً . ثم أصبح مديراً للدراسات والأبحاث الطبية عام 1992 وهو العام نفسه الذي منح فيه لقب "سير" . وللسير مجدي المئات من الأوراق البحثية المنشورة من أبحاثه الخاصة.
 
‏أسس السير مجدي يعقوب "سلسلة الأمل" في المملكة المتحدة عام 1995. وسلسلة الأمل هي مؤسسة طبية خيرية ‏تهدف إلى مساعدة الأطفال الذين يعانون من أمراض قلبية خطيرة تهدد حياتهم وذلك بتقديم العلاج الطبي والجراحي مجاناً . وهيت هذه المؤسسة الخيرية بسلسلة الأمل، لأن سلسلة من الأشخاص المشتركين في هذا المشروع يتبرعون بالمال، وبالمساعدة الطبية و غيرها. ففي طفولته شاهد السير مجدي يعقوب أطفالاً يعانون من أمراض قلبية تهدد حياتهم وأوجاع جمة يعانون منها حتى يستطيعوا العيش، عندها قرر بأن يصبح هو أملاً لهؤلاء الأطفال عن طريق تأسيس سلسلة الأمل. ولقد استطاعت سلسلة الأمل تشخيص حالات آلاف الأطفال وإجراء 600 عملية قلب مفتوح حتى الآن.
 
‏وكانت الخطوة الأولى التي قامت بها "سلسلة الأمل" للبدء في علاج الأطفال هي تعيين طبيب محلي في بلد الطفل المريض حتى يتم ترصيف مرضه، حيث تتم معاينة حالته والقيام بكل الإجراءات المطلوبة لإحضار الطفل إلى المملكة المتحدة لعلاجه. ويتم حاليا استقبال طفلين إلى ثلاثة أطفال من الدول النامية في لندن شهريا . وعندما يرسل الطفل يتم إرسال أحد أفراد عائلته معه لمرافقته. إن "سلسلة الأمل" تفعل ما بوسعها للحصول على تذاكر طيران مجانية أو منخفضة الثمن إلى لندن، للطفل ولمرافقه من أفراد عائلته.
 
‏إن الأشخاص الذين توظفهم سلسلة الأمل هم متطوعون للعمل كمضيفين للعائلات، بالإضافة إلى تقديم الخدمات للطفل. أما الخطوة الأخيرة في سلسلة الأمل فهي الفريق الطبي، الذين تطوعوا بتخصيص كل وقتهم وجهدهم لمساعدة الأطفال.
 
‏ولقد أدخل المركز أيضا العديد من التحديثات لتحسين معايير خدمات المركز ولمساعدة الأطفال بطرق متطورة أكثر. لقد بدأت السلسلة بورشة عمل لتدريب الطواقم الطبية داخل وخارج المملكة المتحدة. كما تم إنشاء وحدات طبية كلية حتى يستطيع الأطفال الحصول على العلاج في دولهم. كما ترسل "السلسلة" طواقم طبية متطوعة إلى مراكز متخصصة بالقلب في جميع أنحاء العالم، مثل إرسال فرق إلى مصر، وإثيوبيا وغيرها لإجراء العمليات للأطفال في هذه الدول. ويوجد في فريق أ.د. سير مجدي يعقوب 75 عالماً يعملون بشكل مستمر في الأبحاث وصولاً إلى طرق جديدة لتحسين عمليات زراعة القلب ولمداواة القلوب المصابة.
 
‏أجرى السير مجدي يعقوب آلاف العمليات الجراحية القلبية بشتى أنواعها، مثل عمليات قلب الكبار بأنواعها وجراحات قلب الأطفال إضافة إل جراحات استبدال القلب والرئة والتى تطورت على يده منذ بدئها. ويعتبر أ.د. يعقوب من الأطباء الذين أجروا أكبر عدد من الجراحات على مستوى العالم. وكعالم، فإن اهتمامه بالآليات الأساسية لبنية ووظائف القلب السليم والمريض قد حسنت الزراعة الجراحية ورعاية المرضى. وبعد اعتزاله من إجراء العمليات الجراحية في سن الــ65، لا يزال السير مجدي يعمل كمستشار رفيع المستوى وكسفير لدعم عمليات الزراعة الجراحية.
 
وفي عام 2006 عاد السير مجدي يعقوب عن اعتزاله بشكل مؤقت حيث حصل على فرصة ليكون موجها في عملية معقدة تطلبت ازالة قلب مزروع لمريض عاد قلبه الأساسي للعمل من جديد حيث أنه لم تتم إزالته عندما تمت زراعة القلب الثاني منذ عشر سنوات.
 
‏ولقد نال السير مجدي العديد من التكريمات المدنية مثل منحه لقب فارس عام 1991، ووسام دولة باكستان، ووسام الجمهورية اللبنانية، ووسام مدينة بارما، ووسام مدينة أثينا. وبالإضافة لكل ذلك فإن السير مجدي يعقوب قد حاز على تقدير كبير من قبل شنتال أميرة هنوفر، والكونتيسة نعومي مارون سينزانو، وعمر الشريف، وميك جاجر، وريتشارد جير، لعمله الخيري.
 
‏وحالياً هو مؤسس ومدير أبحاث في "معهد مجدي يعقوب" في لندن وميدلسكى، والمؤسس الراعي لــ "سلسلة الأمل الخيرية" في المملكة المتحدة. حيث كان تأسيس سلسلة الأمل لتوفير العمليات الجراحية والعلاجات للأطفال الذين يعانون من أمراض تهدد حياتهم، والتى لا يستطيعون الحصول عليها.
 
‏ولكل هذه المساهمات الرائدة في العمليات التطوعية يستحق أ.د.سمير مجدي يعقوب جائزة حمدان للمتطوعين في ‏الخدمات الطبية الإنسانية للدورة 2005-2006 ‏.