أ.د. موراي أسلر

الجوائز العالمية

جائزة حمدان للبحوث الطبية المتميزة - نشأة وتطور فرط ضغط الدم
الدورة الرابعة للجوائز
ولد أ.د. مري أسلي في عام 1943 في مدينة جي لونج في أستراليا. وهو طبيب متخصص في أمراض القلب والعلوم الطبية. ومنذ عام 1977تم تعيينه في مستشفى ألفرد في ملبورن، أستراليا، وفي معهد بيكر لأبحاث القلب. ( وهو الآن مساعد مدير ورئيس قسم القلب والأعصاب في نفس المعهد). ‏
 
إن أبحاث أ. د. أسلر واهتماما ته الإكلينيكية هي في مسببات وعلاجات ارتفاع ضغط الد م وفشل القلب، والجهاز العصبي السمبثاوي، والناقلات العصبية في دماغ الإنسان. ‏
 
خلال السبع وعشرين سنة الماضية بحث أ.د. مري أسلر في علوم القلب والأعصاب بتميز شديد. إن المهمة الأساسية التي سخر نفسه لها كانت تطوير تقنيات تقفي آثار الإشعاعات للدراسات الكيميائية العصبية حول وظائف الجهاز العصبي الودي في الإنسان، وتأسيس طرق لقياس الفائض في هورمون نور إبينفرين الكلي والجزئي. ‏
 
وهذه الطرق طبقت بشكل واسع في مجالات خلل وظائف الأعضاء السريرية والطب، والتي أدت إلى اكتشافات هامة في مجالات ارتفاع ضغط الد م والإجهاد لدى الإنسان وفشل القلب. ‏
 
أوضح البروفسور أسلر وزملاؤه أن أعصاب القلب الودية الناتجة عن إجهاد عقلي تحفز بد رجة كبيرة. ولهذا الأمر آثارأ معاكسة قد تؤدي في بعض الأحيان إلى احتشاء عضلة القلب وأحيانأ إلى الموت الفجائي. إن هذا العمل قد ساعد في تأسيس المفهوم المقبول حاليا في أن أمراض القلب قد تكون ذات أساس نفسي. بالنسبة لمرض فشل القلب، فإن هناك سلسلة من الأبحاث المبتكرة لأ.د. أسلر، أوضحت أن أعصاب القلب الودية تحفز بدرجة كبيرة جدا. وفي السابق كان هناك اعتقاد عالمي بأن القلب الفاشل هو عديم الأعصاب الودية على المستوى الوظيفي والتشريحي. ولقد برهن أ.د أسلر مع زميله الدكتور ديفيد كاي عبر دراسة مسبقة بأن الرسائل الودية في مرض فشل القلب كانت أقوى وسيلة تنبئية بالوفاة. إن هذا البرنامج البحثي أعطى دليلا حاسما يؤيد استعمال الأدوية الحاصرة للبيتا أدرينالين في القلب الفاشل. ‏
 
وقد برهن هو وزملاؤه أن لتحفيز الجهاز العصبي الودي أساس بيئي في بعض الحالات ، باعتبار أن لهذا التحفيز آلية وسطية والتي من خلالها تسبب طرق الحياة المختلفة ارتفاع ضغط الدم (وخاصة في الإجهاد المزمن، قلة التمرينات الرياضية وزيادة الوزن). إن مجموعة أ.د. أسلر قد أثبتت أن ارتفاع ضغط الدم المرافق للسمنة يمتاز بتحفيز التدفق الودي 18 ‏إلى الكلى، والذي يعتبر بأنه الطريقة المحورية لارتفاع ضغط الدم الأساسي وله علاقة مباشرة بتحفيز الخلايا العصبية النور أدرينية في جذع الدماغ التي تخرج إلى تحت المهاد في الدماغ ، ويشير إلى أهمية الإجهاد العصي والآليات السلوكية في ارتفاع ضغط الدم لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم الأساسي. ‏
 
ومؤخرا بين هو وزملاؤه العيوب الخلقية في الناقلات النورأدرينالية للأعصاب الودية الي تضخم الزيادة في حركة مرور الأعصاب السمبثاوية الي يتضمنها بشكل شائع ارتفاع ضغط الدم الأساسي. ولقد كان أول من وصف النمط الظاهري للاسترداد العصبي الخاطىء لهومون النورأدريالين في مرض ارتفاع ضغط الدم الأساس (سنة 1981). ولقد أثبتت مجموعته في عام 2005 بأن هذا النمط الظاهري ناتج عن توقيف الجين (المورث) الناقل للنورأدرينالين بآلية خلقية، ناتجة عن زيادة مجموعة الميثيل في منطقة تحفيز الجين. ‏
 
ولتلك الوفرة من الأبحاث الرائدة تطبيقات مباشرة للوقاية من مرض ارتفاع ضغط الدم، ولعلاجاتها الدوائية وغير الدوائية. فإنقاص الوزن الزائد، والتموينات الرياضية، هما الشكلان الأساسميان للمعالجات غير الدوائية لمرض ارتفاع ضغط الدم. وكلاهما يتمتع بالأهمية نفسها في إيقاف عمل الجهاز العصبي السمبثاوي. ومن المؤكد أن علاجات الأدوية التي تستهدف بشكل محدد الجهاز العصبي السمبثاوي لم تستخدم العناية الإكلينيكية لمرض ضغط الدم بشكل كبير. وبالاعتماد على تحليلات البروفسور أسلر وغيره من الأطباء تبين أن ضغط الدم الناتج عن السمنة (يعد وباءً منتشراً عالمياً) والذي هو ذو منشأ عصبي، تتوفر له مجموعة جديدة من الأدوية التي تعمل عمل كابت للجهاز العصبي السمبثاوي. وتسمى هذه المجموعة من الأدوية "الإيميدازولين الرابط". ‏
 
ويمتع أ.د.أسلر بعضوية العديد من الجمعيات المتخصصة، والكليات واللجان ، مثل الكلية الملكية الأسترالية للأطباء، وجمعية القلب الأسترالية. كما كان رثيسأ لرابطة أعضاء اللجنة الوطنية لمؤسسة القلب الأسترالية‏(1992-1996)، وعضوا في الجمعية العلمية لمرض ارتفاع ضغط الام، وعضوا تنفيذيا بمجلس أبحاث ارتفاع ضغط الدم في أستراليا (1996-1998)، وعضوا في المجلس العلمي الاستشاري لمؤسسة الصحة العقلية في مدينة فيكتوريا (1991-1996)، وعضوا في اللجنة العلمية الاستشارية للمجلس الو طني للصحة والطب لوحدة أبحاث انفصام الشخصية (1991-1996)، وعضوا في لجنة الزمالة للمجلس الوطني للأبحاث الصحية والطبية في أستراليا،(1997-1999). ‏وقد نال أ.د.أسلر عدة جوائز من أهمها جائزة سوزمن من الكلية الملكية الأسترالية للأطباء (1983)، والتى تعطى سنويا لأحسن مشاركة أساسية في علوم الطب البا طني من قبل عضو في الكلية الملكية الأسترالية للأطباء، كما حاز على ميدالية الترحيب الأسترالية (1989) التي تمنح سنويا لأهم بحث من أبحاث طب الحياة في أستراليا، كما حاز على جائزة أرتي هول (1996) لأفضل بحث في علوم طب أمراض القلب ، وهو حائز على ميدالية أماسيوتي (1997) للامتياز في أبحاث طب الحياة ، وجائزة مرك شارب ودوم للجمعية الدولية لضغط الدم (2000). كما انتخب عضوا في الأكاديمية الأسترالية للعلوم (2000)، وحاز على ميدالية هارتنت للجمعية الملكية للفنون (2002)، و على ميدالية سنشري (2003). ‏كما قدم أ.د.أسلر خدمات قيمة في المجلس التحريري "لأبحاث السريرية المستقلة" ، "والعلوم السريرية" ، "وارتفاع ضغط الدم" ، وفي مجلة "مرض ضغط الدم المرتفع" ، "وضغط الدم" ، وغيرها من المشاركات المهمة. وهو مؤلف لثلاثمائة ورقة بحثية طبية بمواضيع متعددة. ‏لقد قدم أ.د. مري أسلر مفاهيمه وقياسا ته الجديدة لامتصاص مختلف الأعضاء للنورأدرينالين الموضعي وفيضانه خارجا. ولقد سمح هذا الأمر للمرة الأولى بالتمييز بين تدفق الأعصاب السمبثاوي إلى الأعضاء المختلفة في أنواع محتلفة من مرض ارتفاع ضغط الدم. ولذا فإن مرض ارتفاع ضغط الدم عصبي المنشأ، كالمرض المصاحب للسمنة، يمكن تمييزه الآن في المرضى. ولقد كان لذلك العمل الطويل للبروفيسور أسلر تأثير كبير في فهمنا الحالي لأمراض ارتفاع ضغط الد م. ولهذا فإن البروفيسور مري أسلر يستحق بجدارة أن يكرم على مسا هماته المتميزة كمبدع في مجال علم أمراض ارتفاع ضغط الدم، كما يستحق جائزة حمدان للبحوث الطبية المتميزة، لدورة 2005-2006.