أ.د. تشارلز دينارللو

الجوائز العالمية

جائزة حمدان للبحوث الطبية المتميزة - بيولوجيا الكبر
الدورة الرابعة للجوائز
ولد أ.د. تشارلز دينارللو في بوسطن، الولايات المتحدة الأمريكية، عام 1943. درس الطب في جامعة بوسطن، وتخرج فيها كطبيب عام، وأكمل دراساته العليا في جامعة بال وحصل على شهادة الماجيستير. 
وخلال دراسته في جامعة يال، نشرت له أول ورقة بحثية حول خلايا كوبفر، وهي الخلايا البيضاء المولدة للحمى وحول  ‏دور ها في تحمل الحمى. تدرب د. دينارللو في مستشفى ماساشوستس العام، وبعدها انتقل إلى معاهد الصحة الوطنية كأستاذ سريري مشارك وأجرى إحصائيات مزدوجة التعمية في تجربة استخدام دواء ‏الكولشيسين (Colchicine) في علاج مرض حمى المتوسط العائلية، والتى تعتبر حتى الآن معيارا لعلاج هذا المرض. ولاحقا قام بكتابة تقرير عن تأثير خلايا الدم البيضاء في العلاج بالكولشيسين في علاج أولئك المرضى. وبعد ثلاثين عاماً، تم إكتشاف الطفرة في الجين المسبب لمرضى حمى المتوسط العائلية من قبل علماء آخرين، لكن الجين المصاب يتسبب في إنتاج زائد معيب في مادة IL1β. وأكثرية مفاهيمنا الحالية للالتهابات الناتجة عن IL1β منبثقة مباشرة من اكتشافات أ.د. دينارللو.
 
‏وخلال ثلاثين عاما من العمل في هذا المجال،استطاع أ. د. دينارللو إضافة الكثير إلى فهمنا لطريقة عمل السيتوكينات، مما أدى إلى معرفة أساسيات المواد المولدة للحمى كمركب (IL-1). وقد نشرت العشرات من الأوراق العلمية هذا الخصوص، وفي مراحل متقدمة تم وصف العديد من المركبات المشتقة من مركب (IL1β) مثل (IL1β) ألفا وبيتا، ولاحقا IL1β، IL-7، IL-10، IL-11، IL-18، IL-32 الخ. ووغم أن البحوث التي نشرها أ.د.دينارللو أثارت الكثير من الجدل العلمي بعدم صحة فرضيته في بعض المواضيع، إلا أن مثابرته وإصراره على دعم فرضياته ببحوث عملية موثقة أكدت صحة هذه الفرضيات، ونتج عنها التطبيق العلمي في علاج الكثير من الأمراض الحمية وعلاجات النخر الورمي، حيث أنها ركزت على كيفية تفعيل الخلايا البيضاء المولدة للحمى. فعلى سبيل المثال، وفي سلسلة من الإكتشافات، أمن دليلا على أن الاستجابة للإصابة المرضية بالحمى، والنعاس، وفقدان الشهية، وكثرة الكريات البيض، وانحفاض ضغط الدم، وارتفاع طور البروتينات الحاد، وضعف العضلات، وتحفيز الخلايا الليمفاوية، وغيرها نتجت عن مادة الــ IL-1 . إن ورقته البحثية في مجلة نيو إنجلند الطبية حول IL-1وقدرة الأمراض للستجابة للطور الحاد تقترح أن هذه الجزيئة الواحدة كانت قادرة على استخراج تأثيرات بيولوجية مختلفة ومضاعفة. وقد كوفئت هذه الجهود عندما عرض مركب الــ IL-1 الإنسان كلأ من الصفات البيولوجية التي زعمها هو وغيره بخصوص الــ IL-1.
 
‏في سنة 2004، كتب محررو مجلة التشخيص الإكلينيكي (Clinical Diagnosis) : إن الثورة التقنية في عملية التركيب أثبتت الجهود الحثيثة والثابتة في تنقية وتوصيف ارتفاع درجة الحرارة الناتجة عن خلايا الدم البيضاء ‏كسيتوكينات خاصة بالالتهابات مثل الــ IL-1 وعامل النخر الورمي الق أصبحتمتوفرة للدراسة. وكان مختبر دينارللو في جامعة تافتس في مقدمة هذه الجهود، وتقريرهم في عام 1988 في جورنل أوف كلينيكل إنفاستيجيشن (Journal of Clinical Investigation) أسس بشكل قابل للنقاش هوية هذه السيتوكاينات كمواد مولدة ‏للحمى المنشودة منذ زمن والتى تحفز التغيرات والديناميكية الدموية في الصدمة السمية. إن البحث الموصوف في هذا التقرير حفز الآن تطوير مثبطات السيتوكاينات لاستخدامها في العلاج من الأمراض الروماتزمية. كان من الواضح أن دراسات الأمراض الناتجة عن السايتوكاينات قد تطورت بشكل كبير من قبل أ.د. دينارللو وزملاؤه.
 
‏لقد كانت البحوث العلمية والمنشورات التي قام بها أ.د. دينارللو مرجعا مهما لكافة الباحثين على المستوى العالمي، وعلى سبيل المثال، استعرض أ.د. دينارللو مادة الــ IL-1 في أحد أهم أوراقه البحثية في عام 1984، وقد أشار إليها عدد كبير من الباحثين في دراساتهم وبحوثهم المختلفة (Citation Classic)، وبعدعشر سنوات من نشرها استخدمت هذه الورقة البحثية كمرجع في أكثر من 1800 إصدار. وفي العشرين سنة الممتدة بين عامي 1983 إلى 2002 تم إدراج الدكتور دينارللو كرابع عالم مصنف عالمياً في جميع العلوم وذلك في مجلة ساينس (Science) العدد 302، صفحة 799، 2003.
 
‏وقد لعبت كل تلك الاكتشافات المتعلقة. بمركب (IL) ومشتقا ته في السنوات التي تلت اكتشافها دورا مهما في فهم الكثير من الأمراض المختلفة وعلاقتها بالجهاز المناعي من جسم الإنسان كدور كريات الدم البيضاء والمركبات الليمفاوية الخ. فعلى سبيل المثال، أأى ذلك إلى فهم أفضل لأسباب الحمى الروماتيزمية، وأمراض النخر الورمي، وأمراض المفاصل وبخاصة عند الأطفال، وأمراض المناعة الذاتية والالتهاب الذاتي، والحساسية والربو الخ. وفي النهاية، يمكننا القول بأن الأحداث الأساسية والإكلينيكية حول ألــ IL-1  والتي ميزت إنجازات أ.د. دينارللو كانت أساساً في إحراز التطورات العلاجية الكثيرة الأخرى لمعالجة الأمراض الالتهابية. ولذلك فإن مجموعة أعمال أ.د. دينارللو حفزت تطوير أدوية جديدة لتقليل عمل الــ IL-1. وتتضمن هذه العلاجات الجديدة: مثبطات الكاسبيز -1 والتى تعطى عن طريق الفم، ومعادلة مضاد الــ  IL-1 (ثلاثة أنواع من الأجسام المضادة ذات المنشأ نفسه) وتصدير الــ IL-1، حيث أن هذه العلاجات هي في مرحلة التجريب. وقبل ثلاثين سنة من الآن، كانت البروتينات الصغيرة والفعالة حيويا تعطى اهتماماً صغيراً بسبب الصعوبة الكبيرة في تنقيتها حتى بكميات تقل عن الميكروجرام. لكن إصرار أ.د. دينارللو في تنقية الخلايا البيض المولدة للحمى بدأ في سنة 1974، مما نتج عن استنساخ متممة الدي أن أي (DNA) لمادة IL-1β بعد عشر سنوات من تلك البداية التي سارعت في تطوير بيولوجيا السيتوكينات مع التركيز على آليات الأمراض الالتهابية. بالإضافة إلى فرض إنشاء علاجات تعتمد على السيتوكاينات. وبالطبع وعلى مدى السنوات، فإن عدة إسهامات أضيفت إلى مجال بيولوجيا السيتوكينات بعد أن اكتسب هذا المجال شرعيته، لكن أعمال أ.د. دينارللو كانت هي الأولى والتى وفرت أرضية أساسية في مجال بيولوجيا السيتوكينات، وحتى هذا اليوم فإنه يتواصل إثبات ما توصل إليه أ.د. دينارللو.
 
‏وخلاصة القول، فإن إسهامات أ.د. تشارلز دينارللو لفهم الأمراض المرتبطة بالسايتوكينات وإيجاد علاجات لهذه الأمراض قد ذكرت في السطور السابقة. إن أعماله وأعمال الذين قام بتدريبهم كان لها التأثير الفعال على الاتجاهات الجديدة في البيولوجيا والطب. ولذا فإن أ.د. تشارلز دينارللو يستحق بجدارة جائزة الشيخ حمدان للبحوث الطبية المتميزة في مجال ( دور السيتوكينات في نشأة الأمراض وعلاجها) لدورة 2005-2006.