مؤسسة كيور الدولية

الجوائز العالمية

جائزة حمدان للمتطوعين في الخدمات الطبية والإنسانية
الدورة السادسة للجوائز
تاريخ المؤسسة وخدماتها:
 
تُعتبر مؤسسة كيور الدولية مؤسسة غير ربحية تعمل على تقديم خدمات الرعاية الصحية للمحتاجين إليها في البلدان النامية. وتدار هذه المؤسسة المُتمثلة بشبكة سريعة النمو من المستشفيات من قِبَل مؤسسيّها الدكتور سكوت هاريسون وزوجته سالي. إذ يُعد الدكتور هاريسون مؤسس ورئيس هذه المؤسسة. وفي شهر أغسطس من عام ٬2010 قامت المؤسسة بإطلاق موقعها الإلكتروني (www.cure.org) كمبادرة أولى من سلسلة المبادرات الجديدة التي ستعمل المؤسسة على طرحها خلال الأشهر القليلة القادمة.
 
تعمل هذه المؤسسة على إحداث تغييراً جذرياً في حياة الأطفال المعاقين وأسرهم في دول العالم النامي من خلال توفير الرعاية الطبية والنفسية لهم. وتُحقق ذلك عن طريق تأسيس المستشفيات المتخصصة والتعليمية ٬ وبناء الشراكات ٬ والدعوة لصالح دعم هؤلاء الأطفال.
 
تأسست هذه المؤسسة في عام ٬1996 وأصبحت ذات شعبية كبيرة ٬ إذ عمِلت على مساعدة الأطفال الذين يعانون من الاستسقاء الدماغي ٬ والحَنَكُ المَشْقوق ٬ وحَنَفُ القَدَم ٬ وتشوهات العمود الفقري والعجز عن استخدام أحد الأطراف الناجم عن حدوث خلل في العظام. كما شهدت هذه المؤسسة علاج ما يزيد على 1.1 مليون مريض وأجرت أكثر من 80000 عملية جراحية في مستشفيات تعمل في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة الشرق الأوسط. ولقد كان لهذه الجراحاتالكثير من الأهمية في حياة الأشخاص الذين أجريت لهم إلى حد إحداث تغيير جوهري في حياتهم.
 
ويُعد العمل على تحديد إعاقة معينة يعاني منها دول العالم النامي من أحد أهم الأهداف الاستراتيجية الرئيسية للمؤسسة. حيث توجد هناك برامج تهدف لمعالجة حَنَفُ القَدَم والحَنَكُ المَشْقوق أو الشَّفَةُ المَشْقُوْقَة ٬ وهما من العيوب الخلقية الأكثر شيوعاً. إذ من الممكن معالجة هذين العيبين الخلقيين بسهولة من خلال الكشفالمبكر والتدخل الطبي.
 
وفي عام 1986 ، طُلِبَ من الدكتور هاريسون، وهو جراح عظام ورجل أعمال ناجح على الصعيد الدولي، إجراء جراحة العمود الفقري وتعليم المهارات المتعلقة بجراحة العظام بمستوى عالٍ للأطباء الممارسين في منطقة مالاوي في افريقيا. ورجع الدكتور هاريسون وزوجته سالي إلى مالاوي في مناسبات عدة وذلك من أجل مساعدة المزيد من الأطفال المعاقين. ولكن أصبح هذا الواقع القاسي الذي يعاني منه هؤلاء الأطفال من حرمانٍ في الاحتياجات المادية والمعنوية هاجساً يطارد الدكتور هاريسون وزوجته. ورأوا أنهم بالكاد استطاعوا أن يصنعوا تغييراً في حياة هؤلاء الأطفال ويريدون أن يفعلوا شيئاً حيال ذلك.
 
وسنحت الفرصة لديهم للقيام بذلك بعد تولي الدكتور هاريسون منصب المدير التنفيذي ورئيس شركة كيرشنر الطبية، إذ تعد هذه الشركة معمل دولي لتصنيع المنتجات الخاصة بجراحة العظام. وفي عام 1994 ، تم دمج هذه الشركة مع شركة بيوميت وأعطى هذا الدكتور هاريسون وزوجته الحرية ووفر لهم الموارد اللازمة على مواصلة تحقيق شغفهم في مساعدة الأطفال المعاقين. وفي عام 1996 ، تم تأسيس مؤسسة كيور الدولية. وبعد ذلك بعامين، تم افتتاح أول مستشفياتها.
 
ومنذ ذلك الحين، حققت هذه المؤسسة كيانا ووجودا لها في العديد من البلدان النامية، إلا أن مقرها يقع في الولايات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة. وقد فتحت معجزات الشفاء الجسدي الأبواب لمناقشة الشفاء الروحي بطرق مؤكدة ولكن حسّاسة ثقافياً.
 
ومازالت استراتيجية المؤسسة تتخذ شغف الدكتور هاريسون وزوجته منهجا لها وذلك من أجل مواصلة إعطاء الأمل بحياةٍ أفضل للأطفال المعاقين وأسرهم وذلك من خلال توفير أعلى مستويات الرعاية للوصول إلى الشفاء الجسدي والنفسي.
 
الشبكة الرابطة والفريق:
 
استطاع الدكتور هاريسون وزوجته في غضون أربعة عشرعاماً بجعل الحلم الكامن بتواجد مؤسسة كيور في كثير من البلدان النامية والبلدان الأقل نمواً حقيقةً وواقعاً ملموساً. فقد استطاعا تحقيق ذلك من خلال توظيف أكثر من 1100 شخص وتدريب أكثر من 300 ممرضةٍ ومعالجٍ فيزيائي وطبيب وجراح. ولقد كان هذا التوظيف والتدريب لمختلف الجنسيات من الأفراد الذين يعملون على مواصلة ممارسة مهنهم في دول العالم النامي. وتُدير المؤسسة مستشفيات في كل من كينيا وأوغندا وملاوي وجمهورية الدومينيكان وهندوراس وأفغانستان والإمارات العربية المتحدة وزامبيا وأثيوبيا ومصر. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، حصلت المؤسسة على مستشفى الواحة الواقع بمدينة العين الذي سيصبح عمره خمسون عاماً في هذا العام. إذ حصلت المؤسسة عليه في عام 2006 ، حينذاك كان يشتمل على خمسون سريراً. أُنشِىء هذا المستشفى في شهر نوفمبر من عام 1960 من قِبَل الدكتور بات كيندي والدكتور ماريان كيندي بناءً على دعوة من قِبَل المؤسس والرئيس السابق لدولة الإمارات العربية المتحدة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. اليوم، يُجري مستشفى الواحة التابع للمؤسسة حوالي 2,700 ولادة ويعالج أكثر من 160,000 مريض سنوياً. وبالرغم من أن توجه هذا المستشفى مازال مُرَكَّزاً على صحة الأم والطفل، إلا أنه يوفر أيضاً جراحة العظام بين غيرها من الخدمات أخرى.
 
ويعتبر كيور أول مستشفى للأطفال في كينيا متخصص في رعاية وتقويم العظام وهو الآن واحد من أحد البرنامجين الوحيدين في ذلك البلد القادرة على منح برامج الإقامة المتخصصة للجراحين الكينيين الشباب. كما يعتبر كيور أول مستشفى للأطفال متخصص في جراحة الأعصاب في أوغندا وهو واحد من اثنين فقط في كل جنوب صحراء افريقيا من حيث تقديم هذا النوع من التخصص الطبي. وقد ساعدت الأبحاث الرائدة التي أجريت في هذا المستشفى في إيجاد رابط هام بين الاستسقاء الدماغي والتهاب السحايا، كما ساعد العمل في هذا المستشفى على تطوير وسيلة جراحية لتصحيح الاستسقاء الدماغي والتي يجري الآن تدريسها حول العالم. ويعد كيور في أفغانستان ذات العهد الحديث في مجال التطور أول برنامج للعناية المركزة لحديثي الولادة وأول برنامج مخصص لتدريب أطباء التوليد من الإناث، جاهدةً في ذلك في الحد من المعدلات المروعة من وفيات الأمهات والرضع في أفغانستان.
 
وفي شهر ديسمبر من عام 2007 ، أعلنت مؤسسة كيور الدولية عن خططها المستقبلية في توفير أعلى مستويات الخدمة الطبية في محافظة بيت لحم في فلسطين. إذ ستتكلف المؤسسة ما مقداره 16.5 مليون دولار امريكي لإنشاء مركزاً للتدريب الطبي مجهز بأحدث التقنيات والأجهزة الطبية. سيوفر هذا المستشفى الرعاية الطبية للأطفال في مجال التخصصات التالية: الجهاز الدوري والقلبي، العظام، جراحة الأعصاب وفي نهاية المطاف الجراحة التجميلية التصحيحية. كما سيوفر هذا المستشفى الرعاية الطبية لأكثر من 7000 مريض فلسطيني وذلك خلال العام الأول من افتتاحه. كما تعمل مؤسسة كيور الدولية بالتعاون مع كافة القيادات الإسلامية والمسيحية واليهودية من شتى أنحاء العالم وذلك من أجل تحقيق أعلى مستوى من الرعاية الطبية والجراحية والتعليم الطبي لشعب فلسطين.
 
أهم الأحداث
 
•    1996- تأسيس مؤسسة كيور الدولية والبدء في إنشاء أول مستشفياتها في كينيا وتم تكريس هذا المستشفى لمساعدة وعلاج الأطفال المعاقين بدنياً.
•    1998- افتتاح مستشفى ايس- كيورالدولية في كينيا.
•    2000- افتتاح مستشفى الأطفال التابع للمؤسسة في أوغندا والاعتراف به حول العالم كمنبراً رائداً في مجال البحث العلمي وعلاج الاستسقاء الدماغي والسنسنة المشقوقة.
•    2002-  افتتاح مستشفى بيت المتخصص في جراحة العظام في بلانتير، ملاوي.
•    2003-  افتتاح مستشفى في سانتو دومينغو، جمهورية الدومينيكان.
•    2004-  افتتاح مؤسسة كيور في هندوراس بمدينة سان بدرو سولا، قائمةً بأعمالها في مستشفى حكومي.
•    2005-  موافقة وزير الصحة في أفغانستان على طلب مؤسسة كيور الدولية بفتح مستشفى في كابول.
•    2006-  افتتاح مستشفى بيت المتخصص في جراحة العظام وجراحة الأعصاب في لوساكا، زامبيا.
•    2006-  حصول منضمة كيور الدولية على ملكية مستشفى الواحة في مدينة العين، دولة الإمارات العربية المتحدة.
•    2006-  إطلاق مؤسسة كيور الدولية مبادرة يطلق عليها علاج حنف القدم حول العالم وذلك من أجل القضاء على هذه الإعاقة المستديمة في العالم النامي.
•    2008-  افتتاح المؤسسة مستشفى في أثيوبيا وهو المستشفى العاشر للمؤسسة في العالم.
•    2009-  افتتاح المؤسسة مستشفى هندوراس للأطفال متخصص في جراحة العظام في مدينة سان بدرو سولا.
•    2009-  وصول عدد المرضى الذين أشرفت المؤسسة على علاجهم إلى المليون مريض.
•    2010-  إرسال المؤسسة فريقاً من الجراحين كاستجابة سريعة لزلزال هاييتي الذي بلغت قوته 7.0 بمقياس ريختر، وقد كان هذا الفريق أحد فرق الإنقاذ الأوائل الذين وصلوا إلى البلاد بعد يومين فقط  من حدوث ضربات الزلزال في 12 يناير 2010.
 
البرامج والمبادرات:
 
تسعى مبادرة “علاج إعاقة حنف القدم حول العالم” التي أطلقتها المؤسسة عام 2006 إلى القضاء على هذه الإعاقة المستديمة في دول العالم النامي وذلك من أجل إعطاء هؤلاء الأطفال شيئاً لم يختبروه من قبل ألا وهو الأمل بمستقبلٍ أفضل. وتعمل المؤسسة على تحقيق هذا الهدف من خلال تأسيس مئة برنامج علاجي حول العالم وذلك في غضون العشر سنوات القادمة. وسوف يعمل كل برنامج على خلق شبكة علاجية وطنية ذات اعتماد ذاتي مستديم، ويقوم هذا البرنامج على ثلاثة أهداف محددة وهي: رفع مستوى الوعي حول هذه الإعاقة، تدريب المواطنين على إجراء عملية التجبيس بطرق تصحيحية وبسيطة، وتوفير التمويل المادي للأسر التي لاتستطيع دفع تكاليف العلاج.
 
وقد تم تأسيس هذه البرامج في كل من كمبوديا وكينيا وملاوي وزامبيا واثيوبيا وغانا والنيجر وهايتي وجمهورية الدومينيكان والهند وأفغانستان وهندوراس. ويُجرى حالياً وضع برامج جديدة في رواندا وبوروندي.وقد استطاعت المؤسسة منذ إطلاق هذه المبادرة من شفاء أكثر من 6,000 طفل من هذه الإعاقة.
 
يُعتبر حنف القدم عيباً خلقياً هو الأكثر انتشاراً بين حديثي الولادة في العالم، إذ يولد أكثر من 200,000 طفل سنويا مصاب بهذه الإعاقة. حنف القدم هو عبارة عن إلتواء الكاحلين نحو الداخل وإلى الأسفل بطريقة تجعل فقط من الكعب وأصابع القدم والحافة الخارجية من القدم تلامس الأرض مما يجعل من المشي صعباً أو حتى مستحيلاً. وقد استطاعت مبادرة “علاج إعاقة حنف القدم حول العالم” منذ تأسيسها من علاج ما يزيد عن 4,000 طفل في أكثر من 12 دولة. إذ تُعتبر هذه الإعاقة تشوه خلقي يُسَبّب إلتواء القدم إلى الأسفل ونحو الداخل بشكلٍ حاد مما يجعل من المشي صعباً أو حتى مستحيلاً.ولكن من حسن الحظ أنه من الممكن علاج هذه الإعاقة، كما أنّ علاجها غير مكلف. كما يمكن علاج وتصحيح هذه الإعاقة بشكلٍ دائم بدون جراحة باستخدام طريقة بونسيتي وهذا فقط يكون ممكناً في حالة حصول هؤلاء الأطفال على العلاج قبل بلوغهم سن الثانية.
 
عبّر الدكتور هاريسون عن رأيه قائلاً: “نحن استطعنا أن نحدث تغييراً في حياة الناس. فالحياة يمكن لها أن تتغير عندما نتمكن من مساعدة طفلٍ على المشي من دون عكازات ونعيد له ابتسامته واستقامة ظهره. لذلك يمكن القول إنها ليست مجرد جراحة بل هي أكثر من ذلك بكثير، هي هبة تهديها للطفل ليجني ثمارها بقية حياته. إنّ شفاء طفل لن يعمل على تغيير حياته هو فقط وأنما سيؤثر على حياة أسرته بأجمعها. إذ تتنكر معظم الأسر في دول العالم النامي لأطفالها المعاقين بتجنب اظهارهم أمام الناس. ولكن عندما تجلب الأسر أطفالها المتعافين إلى منازلهم في القرية عندها فقط يحدث تغييراً في مواقف التنكر والتجاهل التي تتخذها الأسر اتجاه أطفالهم إلى أن تتلاشى هذه الصور النمطية نهائياً. وبهذا نصل في المستقبل بالأجيال القادمة من الأطفال المعاقين إلى القدرة على معالجتهم بكثيرٍ من العطف والتفهم”.
 
وبالنظر إلى المهمة العظيمة التي تقوم بها هذه المؤسسة لمساعدة بعض أعضاء المجتمع في دول العالم النامي والأكثر استحقاقاً فيه، وإلى عملها الدؤوب في خلق كوادر تطوعية، وبالنظر كذلك إلى الرؤية التي تعمل من خلالها هذه المؤسسة وهي محاولة الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص المحتاجين للخدمات التي تقدمها المؤسسة، ولهذا تستحق مؤسسة كيور الدولية أن تنال جائزة حمدان للمتطوعين في الخدمات الطبية والانسانية