الاستاذ الدكتور / اولي رينجدين

الجوائز العالمية

جائزة حمدان للبحوث الطبية المتميزة - علاج الخلية
الدورة الثامنة للجوائز

البيانات الشخصية والسيرة الأكاديمية:

يتبؤ البروفيسور رنجدن حاليًا موقع "بروفيسور متميز" في معهد كارولينسكا في السويد. وقد شغل مناصب عليا (مدير ومدير علمي) في مركز زرع الخلايا الجذعية الخيفي في المشفى الجامعي بهودينجه في ستوكهولم لمدة تزيد عن العشر سنوات.

بعد حصوله على درجتي الطب والدكتوراه من معهد كارولينسكا, بدأ رنجدن مرحلة العمل البحثي بعد الدكتوراه في مركز فريد هتشنسن لأبحاث السرطان في سياتل بالولايات الأمريكية المتحدة. عمل رنجدن في هذه الفترة بالتعاون مع دونل توماس الحاصل على جائزة نوبل, حيث وضعه هذا العمل في تماس مباشر مع أساسيات بيولوجيا زرع الخلايا والأنسجة. وبعد عودة رنجدن إلى كارولينسكا قام بتأسيس مختبر لأبحاث الخلايا الجذعية, وفيه أجرى العمل البحثي الريادي على الزرع الخيفي للخلايا الجذعية الدموية في السويد. ومع تأسيس المجموعة النوردية (الشمالية) لزرع الدم والنقي (إن إم بي تي) شغل رنجدن دورًا مهمًا في الفعاليات البحثية التي تخص تطوير وتكثير الخلايا التائية السامة للخلايا والمضادة للإنتانات الفيروسية والفطرية والعديد من الأذيات ماقبل السرطانية وغيرها من الأهداف الصعبة سريريًا.

 

المسؤوليات والمهام

حصل البروفيسور رنجدن على درجة الطب في العام 1970 ومن ثم تدرج في ممارسة مهنة الطب من خلال عدد من فترات الإقامة التدريبية في أقسام الجراحة والمناعة السريرية في أعرق المشافي والمؤسسات الطبية السويدية. تمثل المسؤوليات التي اضطلع بها رنجدن مزيجًا غنيًا من العمل في القطاعين الأكاديمي والسريري. حيث ارتقى رنجدن في المؤسسات الأكاديمية بدءًا من باحث بعد الدكتوراه, مرورًا بمساعد بروفيسور إلى باحث ومحاضر في علم المناعة السريري, ووصولًا إلى بروفيسور في بيولوجيا الزرع الخلوي والنسيجي في جامعة جوتنبرج. شغل رنجدن مركز الأمين العام في لجنة الخبراء بشأن الزرع الخلوي والنسيجي في البلدان الشمالية (النوردية) بين عامي 1983 و 1985, كما تبوأ رئاسة جمعية تصحيح الأمراض الوراثية بالزرع الخلوي والنسيجي ورئاسة السجل الرسمي الدولي لزرع نقي العظم.

عمل رنجدن في المشفى الجامعي بهودينجه في مدينة ستوكهولم في عدد من المناصب العليا من مثل استشاري زرع نقي العظم وبروفيسور علم المناعة الزرعي ومدير برنامج زرع نقي العظم ومدير مركز الزرع الخيفي للخلايا الجذعية (كاست) في الفترة بين 2003 و 2012, وهو الآن يشغل مرتبة بروفيسور متميز في معهد كارولينسكا في السويد.
 

الأبحاث والإنجازات

كانت رسالة رنجدن في معهد كارولينسكا (كي آي) حول "تنشيط تحت المجموعات من الخلايا اللمفاوية", وكان له قصب السبق في دراسة نظام المناعة البشرية في كافة الأعضاء اللمفاوية باستخدام واصمات وظيفية وسطحية، حيث اكتشف التقسيم الخاص بنظام المناعة. وكنتيجة لهذه الرسالة، يتم استخدام خلايا الطحال بشكل منتظم لإجراء الاختبارات المناعية للمتبرعين بالأعضاء المتوفين. طور رنجدن العديد من العلاجات المثبطة للمناعة لتسهيل نقل الخلايا الجذعية الدموية المحيطية الآتية من متبرعين غير أقرباء, كما أظهر أهمية استخدام الخلايا الجذعية المتأتية من اللحمة المتوسطة في بروتوكولات الزرع الخلوي, وكانت هذه واحدة من بين عدة إنجازات في حقل زرع الخلايا الجذعية. وعلاوة على ذلك كشف رنجدن حقائق هامة والعديد من التطبيقات المحتملة لظاهرة رفض الطعم في ردة فعل الجسم على الأورام في سياق سرطان القولون.

كان رنجدن أول من وصل إلى معدلات بقيا من الخلايا الجذعية الدموية المزروعة خيفيًا من متبرعين غير أقرباء تماثل تلك التي يحصل عليها بالعادة باستخدام متبرعين أخوة متماثلين من حيث مستضد الكريات البيض (إتش إل إيه), وذلك عن طريق تحديد التسلسل الجينومي واستعمال الغلوبيولين المضاد للخلايا التوتية, كما قام بتجارب عدة للوصول إلى الجرعة المثلى من هذا الغلوبيولين.عملت المجموعة البحثية لرنجدن قبل غيرها من الباحثين في العالم في مجال الخلايا الجذعية الدموية المزروعة خيفيًا واستخداماتها كعلاج مناعي في حالات الأورام الصلبة. فقد طبق رنجدن جرعة منخفضة من التثبيط المناعي مع إيقافها بشكل مبكر للحصول على القدر الأمثل من تأثير الطعم المضاد لابيضاض الدم. وقد أجرى رنجدن دراسة رائدة على مرضى سرطان الكبد؛ إذ طبق الزرع الكبدي بالترافق مع العلاج المناعي بالخلايا الجذعية الدموية المزروعة خيفيًا. ومؤخرًا أظهر رنجدن أن مريضي سرطان بنكرياس قد خضعا لجراحة ويبل ومن ثم العلاج بالخلايا الجذعية الدموية المزروعة خيفيًا من أخوة متماثلي نمط (إتش إل أيه) بقوا على قيد الحياة بدون أعراض خاصة بالورم طوال سبع سنوات منذ التشخيص. بالمقابل توفي 16 مريضًا خضعوا للعلاج الكيميائي التقليدي بعد سنة واحدة من جراحة ويبل لعدم وجود أخوة متماثلي نمط (إتش إل أيه) لديهم, وبالتالي عدم إمكانية علاجهم بالخلايا الجذعية الدموية المزروعة خيفيًا. قام رنجدن بالتشارك مع علماء آخرين بتطوير وتقييم إجراءات تشخيصية جديدة بتقنية تفاعل البوليمراز التسلسلي (بي سي آر) لتقصي الفيروس المضخم للخلايا (سي إم في) والإنتانات الفطرية. كما قدم رنجدن علاجات جديدة مثل فوسكارنيت لإنتانات الفيروس المضخم للخلايا والأمفوتريسين بي المحتوى ضمن جسيمات شحمية لعلاج الإنتانات الفطرية المنتشرة.

بشكل عام حظيت الأبحاث التي قام بها رنجدن باعتراف عالمي واسع من قبل المختصين وتجلى ذلك بالرقم المرتفع لعدد مرات استخدام نشراته العلمية كمراجع (ما يزيد عن 26000 مرة). قام رنجدن بالإشراف على 47 أطروحة دكتوراه و18 باحث لما بعد الدكتوراه, وكتب مايزيد عن 800 ورقة بحثية, تقع ثلاث وتسعون منها في مجلات علمية يفوق عامل التأثير الخاص بها 10, ويبلغ مؤشر إتش 81. إن النشاطات البحثية لرنجدن متعددة الأوجه ولكنها تركز بشكل قوي على أساسيات الزرع الخلوي والنسيجي في الجهاز الدموي. لقد سخّر رنجدن حياته لعلاج المرضى المصابين بمختلف أنواع الأمراض المهددة للحياة, وقد عمل جاهدًا خلال أربعة عقود ليقدم مكتشفات بالغة الأهمية في العديد من المجالات البحثية مما ساهم في النهاية في تقليل معدل الوفيات المتعلقة بالزرع الخلوي والنسيجي وتحسن معدلات البقيا.
 

أبرز الأحداث المهنية:

أسس رنجدن لزرع نقي العظم والخلايا الجذعية الدموية خيفيًا في السويد, وخصص مختبرًا بحثيًا لهذا الغرض بالذات. وقد كان هذا المختبر نواة لما أصبح فيما بعد مركز زرع الخلايا الجذعية الخيفي (كاست) في 1999 والذي يعد المركز التخصصي الوحيد من نوعه في شمال أوروبا.

كان رنجدن أول من استعمل خلايا اللحمة المتوسطة لعلاج رفض الطعم في مريض ذكر عمره 9 سنوات استجاب بشكل دراماتيكي لخلايا اللحمة المتوسطة المستحصلة من أمه المطابقه له نسيجيًا بشكل جزئي (زمرة إتش إل إيه). أظهر رنجدن أن خلايا اللحمة المتوسطة يمكنها أن تشفي من الأعراض السمية كالتهاب المثانة النزفي والنزوف المهددة للحياة والتهاب الصفاق الناتج عن انثقاب القولون. وبهذا فتح رنجدن أبوابًا لقطاع جديد من الأبحاث باستخدام العلاج الخلوي لإجراء تعديلات مناعية في العديد من الأمراض المناعية. لقد لعب رنجدن دورًا محوريًا في تطوير استخدام زرع الخلايا الجذعية الدموية الخيفي في عيوب الاستقلاب الخلقية. لقد تم تطوير هذا المجال العلمي من خلال التعاون مع جمعية تصحيح العيوب الوراثية بوساطة الزرع الخلوي والنسيجي. وكان رنجدن أول من برهن أن داء غوشر وكثرة المنسجات في خلايا لانجرهانس وحثل المادة البيضاء متبدل اللون هي أمراض مطواعة لزرع الخلايا الجذعية الدموية الخيفي.

أسس رنجدن على المستوى الدولي مجموعة زرع نقي العظم في العام 1983 وقد قامت هذه الأخيرة بالعديد من الأبحاث المهمة من نوع الدراسات العشوائية المستقبلية.
 

الجوائز والمكافآت:

  •  جائزة الجمعية السويدية للسرطان للعلماء الشباب، في أعوام 1973 و1974 و1976.
  • جائزة الجمعية السويدية للعلوم الطبية للعلماء الشباب الواعدين في عام 1975.
  • جائزة المؤسسة السويدية الأمريكية في عام 1978.
  • جائزة فوجارثي العالمية 1978 – 1979.
  • المجلس السويدي الأمريكي للأبحاث في عام 1980.
  • جائزة رول أوف أونور، الاتحاد الدولي ضد السرطان في عام 1996.
  • جائزة العضو الشرفي لاتحاد بيرا كوتينو، جامعة باليرمو، إيطاليا، في عام 2000.
  • جائزة مورتايمر بورتن للبحث المتميز في زراعة نقي العظم، في عام 2001.
  • جائزة أفضل مقال منشور في المجلة الاسكندنافية لعلم المناعة، في عام 2004.
  • جائزة أفضل ملخص بحثي في اجتماع تانديم بي إم تي، الولايات المتحدة، في عام 2006 (رنجدن وآخرون).
  •  جائزة فان بيكوم، في عام 2006 (رنجدن وآخرون).
  • جائزة أولريكا بروم الأولى لأفضل مشرف في مستشفى جامعة كارولينسكا في عام 2006.
  • جائزة كلايس هوجمان للمحاضر الشرفي في عام 2007, هيماتولوجي ماستركلاس، لندن 2007.
  • جائزة الأستاذ المتميز بين عامي 2010 و2015 من معهد كارولينسكا.
  • التكريم من قبل معهد كارولينسكا، من خلال "مختبر أولي رنجدن" في عام 2012.
  • جائزة مهراشي سوشروتا, الجائزة الهندية في بيولوجيا زراعة الأعضاء، أحمد آباد، في عام 2013.
     

لقد غير البروفيسور أولي رنجدن من طريقة تطبيق علاج المناعة التغييري، باستخدام خلايا من المريض، أو من متبرعين مناسبين، لإعادة تركيز استجابات المناعة، وعلاج الالتهابات، وإعادة بناء واسترداد الأنسجة. ويتم تبني هذا التوجه في الوقت الحالي وممارسته في جميع أنحاء العالم، وقد أنقذ حياة العديد من المرضى.

واعترافًا بمساهماته البارزة في مجال علاج الخلايا، فإن البروفيسور أولي رنجدن يستحق المشاركة في جائزة حمدان للبحوث الطبية المتميزة عن عام 2013 – 2014.