الأستاذ الدكتور / ستانلي أيه بلوتكين

الجوائز العالمية

جائزة حمدان للبحوث الطبية المتميزة - اللقاحات
الدورة الثامنة للجوائز

تفاصيل شخصية ونبذة أكاديمية:

الدكتور ستانلي بلوتكن بروفيسور فخري في جامعة بنسلفانيا، وبروفيسور ملحق بجامعة جونز هوبكنز. وعمل بلوتكن حتى العام 1991 أستاذًا لطب الأطفال وعلم الأحياء الدقيقة في جامعة بنسلفانيا. كما كان أستاذًا لعلم الفيروسات في معهد ويستار، وفي ذات الوقت كان مديرًا لقسم الأمراض المعدية وطبيب أول في مستشفى فيلادلفيا للأطفال. وفي عام 1991 ترك بلوتكن الجامعة كي يلتحق بشركة تصنيع اللقاح، باستير ميريو كونوت (تسمى الآن سانوفي باستير)، حيث عمل فيها لمدة سبع سنوات كمدير طبي وعلمي في المقر الكائن في مارن-لا-كوكيت بضواحي باريس.

درس الدكتور بلوتكن في جامعة نيويورك وحصل منها على درجة البكالوريوس، وبعدها درس في كلية الطب بجامعة ستيت يونيفرسيتي أوف نيويورك في منطقة بروكلين, حيث حصل منها على الإجازة في الطب عام 1956. وقد تضمنت حياته المهنية في المراحل التالية تدريبًا عمليًا في مستشفى كليفلاند ميتروبوليتن العام، والإقامة في تخصص طب الأطفال في مستشفى فيلادلفيا للأطفال، ومستشفى الأطفال المرضى في لندن، وثلاث سنوات في مجال تبادل المعلومات بشأن الأوبئة لصالح مراكز مراقبة الأمراض في هيئة خدمة الصحة العامة في الولايات المتحدة.
 

المسؤوليات والمهام

عمل البروفيسور ستانلي بلوتكن في المجالين الأكاديمي والصناعي. وخلال عمله في المجال الأكاديمي، كان يدير مختبرات في كل من مستشفى فيلادلفيا للأطفال ومعهد ويستار. وقد نشر بلوتكن أول كتاب مرجعي عن اللقاحات في عام 1988، بعنوان "اللقاحات" وأصبح هذا الكتاب – بطبعته الحالية "السادسة"- المصدر الرئيسي للمعلومات بالنسبة للأفراد المهتمين باللقاحات، وتمت ترجمته إلى اللغتين الإسبانية والصينية. وقد كان أحد مؤسسي الدورة الدراسية الدولية المتقدمة في علم اللقاحات "إيه دي في إيه سي" التي تعقد كل عام في أنيسي في فرنسا، والتي يحضرها الاختصاصيون من المستويات المتوسطة مهنيًا من أوربا والأمريكيتين وإفريقيا وآسيا. وتعتبر دورات "إيه دي في إيه سي" مثالًا يحتذى به بالنسبة للكثير من الدورات الدراسية في علم اللقاحات والتي تأسست لاحقًا في جميع أنحاء العالم ولكن ليس هناك أي جهة أخرى حققت شهرة دورة "إيه دي في إيه سي". وقد شكل كتاب بلوتكن ودورته الدراسية مصدرًا معرفيًا أساسيًا للمتخصصين الشباب في علم اللقاحات، وللكثير من العاملين في هذا المجال. وفي الوقت الحالي، يعمل بلوتكن كمستشار تنفيذي لرئيس سانوفي باستير. وهو كذلك مستشار لشركات تصنيع اللقاحات، وشركات التقانة الحيوية، ومنظمات البحث غير الربحية، كمسؤول في فاكسكونسلت.

كما شغل الدكتور بلوتكن منصب رئيس لجنة الأمراض المعدية وفريق عمل التصدي للإيدز في الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، كما كان عضو اتصال مع اللجنة الاستشارية الخاصة بعمليات التمنيع ضد الأمراض ورئيس لجنة أبحاث علم الأحياء الدقيقة والأمراض المعدية في المعاهد الصحية الوطنية. وقد كان ولايزال يقوم بالتدريس والكتابة وتقديم الاستشارات، لدى المؤسسات الصناعية والمنظمات غير الربحية وشركات التقانة الحيوية، وهو يكافح باستمرار لإدماج نتائج الأبحاث الجديدة في مجال تطوير اللقاحات، كما قادت اختراعاته في مجال أبحاث اللقاحات إلى إحداث تغييرات على مستوى العالم ككل، فقد أنقذت نتائجه عدد كبيرًا من البشر، وحسنت المستقبل الصحي للناس في جميع أنحاء العالم.
 

الأبحاث والإنجازات وأبرز المحطات المهنية:

لقد قدم ستانلي بلوتكن مساهمات عظيمة في مجالات علم الفيروسات وتطوير اللقاح، كما يعتبر أحد أهم العلماء في علم اللقاحات على مستوى العالم. وقد عمل خلال العقود الخمسة الماضية على تطوير لقاحات جديدة، وزيادة استخدامها وتدريب المتخصصين الجدد عليها. ولاتقتصر قائمة إنجازاته على تطوير لقاح الحصبة الألمانية، وهو اللقاح الذي أنقذ حياة ملايين الأطفال من الأمراض الخلقية ويستخدم الآن بشكل مبدئي في جميع أنحاء العالم، بل وساهم بلوتكن كذلك في تطوير لقاح خماسي التكافؤ مضاد للفيروسات العجلية، ولقاح الجمرة الخبيثة، واللقاح الفموي ضد الفيروسه السنجابية (المسبب لشلل الأطفال)، ولقاح داء الكَلَب ولقاح الحماق. وقد كان لعمله في مجال اللقاحات الأثر المستمر والمديد في إنقاذ حياة الملايين من البشر.

وقد بدأ د. ستانلي بلوتكن العمل في مختبر د. هيلاري كوبروسكي، حيث قام بتطوير أول لقاح فموي لشلل الأطفال. وعلى الرغم من اختيار ذراري ألبرت سابن في نهاية المطاف للاستخدام العالمي الواسع، فقد أثبتت دراسات بلوتكن إمكانية استخدام لقاح شلل الأطفال الفموي لدى الأطفال حديثي الولادة والرضع الأكبر سنًا، في كل من البلاد المتقدمة والنامية، وهو ما شكل أساس الممارسة المطبقة في الوقت الحالي.

وخلال السنوات الأولى من عمل بلوتكن، طُلِب منه اختبار لقاح ضد الجمرة الخبيثة، تم تطويره من قبل الجيش الأمريكي. وكمسؤول في قطاع الخدمات الصحية العامة، تم إخبار بلوتكن بحادثة تفشي الجمرة الخبيثة عن طريق الاستنشاق في مصنع ألبسة في نيوهامبشير بالولايات المتحدة، فدرس بلوتكن الأعراض السريرية وطريقة تفشي الوباء وهي الحادثة الأولى من نوعها في القرن العشرين. وقد قام بكتابة هذا البحث في مقالة علمية تعتبر مرجعًا من الطراز الأول، وتمت إعادة طباعتها بعد حادثة اكتشاف الرسائل الملوثة بالجمرة الخبيثة في عام 2001. كما أظهرت الدراسة كذلك أن اللقاح منع انتشار الجمرة الخبيثة.

وخلال عقد الستينات من القرن الماضي، وبعد انتشار وباء الحصبة الألمانية في الولايات المتحدة، بدأ بلوتكن في العمل على تطوير لقاح فيروس مضعف يمكن أن يتم تناوله قبل الحمل. وقد أصبح هذا اللقاح جزءًا من التلقيح الروتيني منذ عقد السبعينات من القرن الماضي، ونتج عنه الحد من الإصابة بالحصبة الألمانية في الغرب والعديد من أجزاء أوربا، والوقاية من تشوهات ووفيات آلاف الأطفال.

وقد تعاون بلوتكن مع ويكتور وكوبروسكي لتطوير لقاح مستنبط في المزارع الخلوية ضد داء الكلب، يمكن إعطاؤه في أربع أو خمس جرعات، دون التسبب في أي ردود أفعال عصبية. وقد أدى ذلك إلى جعل التمنيع ضد داء الكلب يعطي حماية مؤكدة، قبل وبعد التعرض للعامل الممرض. وقد تبنى بلوتكن المزارع الخلوية من خلايا الأرومة الليفية البشرية الجنينية، التي تم تطويرها بواسطة هايفلك ومورهد، لاستنبات اللقاحات الفيروسية. وقد أصبحت الآن هذه المستنبتات الخلوية المعيار الذهبي للإنتاج الآمن للقاحات البشرية.

وقد كان بلوتكن أحد الأوائل الذين قاموا باختبار لقاح الحماق الياباني، وطالب على الملأ باستخدامه بشكل روتيني، وهو ما يحدث حاليا في الولايات المتحدة ودول أخرى. كما تمكن مع زملائه من تطوير أحد لقاحين ناجحين ضد الفيروسات العجلية البشرية. وقد كان لهذا اللقاح تأثير كبير في الولايات المتحدة فيما يتعلق بخفض معدلات الإصابة بالمرض، وكذلك تم استخدامه خارج الولايات المتحدة من أجل الحد من معدلات الوفاة نتيجةً لهذا المرض.

وقد كان بلوتكن كذلك رائدًا في تطوير استراتيجيات التلقيح ضد الفيروس المضخم للخلايا (سي إم في). ويعد هذا الفيروس أهم المسببات للاختلاطات الإنتانية بعد زراعة الأعضاء الصلبة والخلايا الجذعية. وهذا اللقاح لا يحمي الحوامل فحسب، بل يحمي كذلك المرضى الذين يمرون بحالة حرجة بعد زراعة الأعضاء. وبعد تفرّده في هذا المجال لسنوات عدة، يقود الآن د. ستانلي بلوتكن الجهود التي ترمي إلى الحصول على رخص استخدام العديد من اللقاحات.
 

الجوائز والمكافآت:

تتضمن الجوائز المهنية التي حصل عليها بلوتكن ميدالية بروس لكلية الأطباء الأمريكية (1987)، وجائزة الطبيب المتميز، وجائزة جمعية الأمراض المعدية عند الأطفال (1993)، وجائزة علم الفيروسات السريري، وجائزة الجمعية الأمريكية لعلم الفيروسات السريري (1995)، وجائزة ريتشارد داي ماستر تيتشر في طب الأطفال، من جمعية الخريجين السابقين من كلية طب نيويورك داون ستيت، وجائزة مارشال من الجمعية الأوربية للأمراض المعدية في الأطفال. كما حصل على ميدالية الشرف الفرنسية (1998)، وجائزة الخريج المتميز (2001) والميدالية الذهبية من مستشفى الأطفال في فيلادلفيا (2006)، والميدالية الذهبية من مؤسسة سابين (2002)؛ وجائزة فليمنج (بريستول) من جمعية أمريكا للأمراض المعدية (2004) وميدالية فونداسيون ميريو (2006)، وجائزة فنلندا من المؤسسة الوطنية للأمراض المعدية (2009)، وجائزة هيلمان من الجمعية الأمريكية للأحياء الدقيقة (2009)، وجائزة الإنجازات المهنية من رابطة الطب السريري والتطبيقي (2013) وميدالية كاسبر ويستار، من معهد ويستار للأبحاث البيولوجية (2013).

كما تم انتخابه ليدخل معهد الطب للأكاديمية الوطنية للعلوم عام 2005 والأكاديمية الفرنسية للطب عام 2007. ويحمل بلوتكن درجات الدكتوراه الفخرية من جامعة روين (فرنسا) وجامعة كومبلوتينسي في مدريد (إسبانيا). وقد تم تسمية محاضرات باسمه في الاجتماعات السنوية لجمعيات طب الأطفال الأكاديمية، وفي دورات الدراسات الدولية المتقدمة في علم اللقاحات في أنيسي، في فرنسا. كما تم تأسيس منصب أستاذية باسمه في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا.  

واعترافا بمساهماته البارزة في الأعمال الرائدة في مجالات علم الفيروسات وعلم اللقاحات، فإن البروفيسور ستانلي بلوتكن يستحق عن جدارة جائزة حمدان للبحوث الطبية المتميزة في مجال اللقاحات عن الدورة 2013 – 2014.