جائزة حمدان الطبية تسهم في فتح آفاق جديدة لعلاج مرض باركنسون الأحد 06 أكتوبر 2013
بدعم من جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية، إنتهى الأستاذ الدكتور عمر الأجنف الأستاذ بقسم الكيمياء الحيوية بكلية الطب والعلوم الصحية جامعة الإمارات وفريقه البحثي، من دراسة بحثية بعنوان "دور بروتين ألفا سنيوكلين في مرض باركنسون: من الدراسة الجزيئية للمرض إلى علاجه".
 
هذا وقد أشاد الأستاذ الدكتور عمر الأجنف بدعم الجائزة للبحث العلمي في الدولة بصفة عامة ولهذا البحث بصفة خاصة، والذي استغرق العمل فيه قرابة العامين ونصف العام درس خلالها الفريق البحثي تأثير مركبات التتراسيكلين ومشتقات الفينوثيازين ومجموعة أخرى من المركبات المستخدمة في الطب الصيني الشعبي على بروتين "الفا سنيوكلين" الذي يعتبر خلله الوظيفي والتركيبي العامل المسبب لمرض باركنسون (الشلل الرعاشي) ولمجموعة أخرى من الأمراض المرتبطة بتلف الخلايا العصبية.
 
وأظهرت الدراسة الدور الهام الذي يمكن أن تلعبه بعض هذه المركبات الكيميائية في حماية الخلايا العصبية المنتجة للناقل العصبي "الدوبامين"، وهو المسؤول الرئيسي عن المهارات الحركية لدى الإنسان. كما أظهرت الدراسة نجاح أربع مركبات مستخلصة من النباتات الطبية الصينية في كبح الخلل الوظيفي لبروتين "الفا سنيوكلين"، الذي يؤدي التراكم المستمر له في دماغ المريض إلى ظهور أعراض سريرية مثل الرعاش وتيبس العضلات وتشنج كامل الجسم.
 
وأشار أ.د. الأجنف إلى أن المنهج العلمي المتبع في البحث لا يقتصر على محاولة تقديم علاج يخفف من أعراض المرض فحسب، بل يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، حيث يعمل على المستوى الجزيئي للمرض من خلال فهم آليته الإمراضية على حيوانات التجارب. وأكد أن نتائج البحث تفتح الطريق أمام إمكانية التوصل لعلاج معتمد وغير مكلف نسبيا، يساعد على إبطاء تطور المرض ومن ثم تحسين نوعية حياة المرضى، وذلك بعد التأكد من فعالية هذه المركبات والأمان في إستخدامها لدى الإنسان.
 
من جانبه ثمن سعادة الدكتور علي راشد النعيمي مدير جامعة الامارات العربية المتحدة الدور الكبير الذي تؤديه جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية في دعم القطاعات الطبية محليا وعالميا ورعايتها للبحوث والدراسات العلمية ومساهمتها الفاعلة في تحفيز دور الباحثين في هذا المجال لتقديم افضل ما لديهم لخدمة هذا المجال الانساني. وقال الدكتور النعيمي ان ادارة جامعة الامارات فخورة بهذا الانجاز البحثي الطبي والذي قام به الاستاذ الدكتور عمر الأجنف وفريقه البحثي على صعيد البحث العلمي والذي يأتي ضمن كون جامعة الامارات مؤسسة وطنية بحثية رائدة تسخر كافة الامكانيات المتاحة سواء المالية او الخبرات العلمية لأعضاء الهيئة التدريسية في خدمة الاغراض البحثية والعلمية والتي توفر الحلول الممكنة لخدمة الاغراض الانسانية على المستوى المحلي والاقليمي والدولي.
 
وعلى الجانب الآخر، أعرب الأستاذ الدكتور نجيب الخاجة، الأمين العام لجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية، عن سعادته بالنتائج الباهرة التي توصل إليها البحث والتي ستسهم في فتح الباب أمام علاج واعد لمرض الباركنسون الذي يعتبر أحد أكثر الأمراض العصبية التي تؤرق حياة الفرد والاسرة والمجتمع.
 
واشار أ.د. الخاجة إلى أن دعم الجائزة للبحوث العلمية الجادة بصفة عامة ولهذا البحث بصفة خاصة، يأتي في إطار خطتها الإستراتيجية لدعم سبل النهوض بالبحث العلمي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك من خلال مركز دعم البحوث بالجائزة والذي تتجاوز ميزانيته المليوني درهمًا إماراتيًا في كل دورة من دورات الجائزة، مؤكدًا على أن البحث العلمي هو المعيار الأساسي لقياس مدى تطور الشعوب وتقدمها.
 
كما أشاد الخاجة بالدراسة وبجهود الفريق البحثي، معربًا عن سعادته بالتعاون المثمر ما بين جائزة حمدان الطبية وكلية الطب والعلوم الصحية جامعة الإمارات، حيث أن الجامعة أحد الصروح العلمية الهامة في الدولة والتي تعطي للبحث العلمي في المجال الطبي إهتمامًا كبيرًا ينعكس إيجابًا على كفاءة كوادرها الطبية وتميز خدماتها الصحية التي إستحقت عنها العديد من الجوائز وشهادات التقدير.
 
جدير بالذكر أن مرض الباركنسون هو ثاني أكثر الأمراض العصبية المرتبطة بتلف الخلايا العصبية انتشارًا على مستوى العالم بعد مرض الزهايمر، حيث أثبتت الإحصاءات ارتفاع عدد المصابين به بصورة مطّردة. كما أنه من الأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر، إذْ يبلغ معدل الإصابة بالمرض لدى من تترواح أعمارهم بين 65 و 69 عامًا 600 من بين كل 100,000 شخص سنويًا، ويرتفع ذلك العدد لدى من تعدوا الـ 85 عامًا ليصل عددهم إلى 2,600 مريضًا سنويًا. ولم يتم التوصل حتى الآن إلى أسباب محددة للإصابة بالمرض، فهي تتفاوت ما بين التعرض للتلوث البيئي وصولاً إلى الاستعداد الوراثي للإصابة به لدى الإنسان