المؤتمر العربي الخامس للوراثة البشرية يناقش التقنيات المستقبلية لتحديد تسلسل المادة الوراثية الأربعاء 23 أكتوبر 2013
عقد الأستاذ الدكتور نجيب الخاجة الأمين العام لجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية رئيس المؤتمر العربي الخامس لعلوم الوراثة البشرية إجتماعًا لمتابعة آخر المستجدات في المؤتمر الذي ينظمه المركز العربي للدراسات الجينية، أحد مراكز الجائزة، خلال الفترة من 17 وحتى 19 نوفمبر بدبي تحت عنوان "تطبيقات علوم الوراثة في الرعاية الصحية". ضم الإجتماع كلاً من الدكتور محمود طالب آل علي مدير المركز العربي للدراسات الجينية ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، والدكتور عبد الرزاق حمزة المنسق العلمي الأول بالمركز وعضو اللجنة العلمية للمؤتمر.
 
وعقب الإجتماع صرح الدكتور محمود طالب آل علي بأن التقنيات المستقبلية المستخدمة في تحديد تسلسل المادة الوراثية هي أحد المحاور الرئيسية للمؤتمر، مشيرًا إلى الطفرة العلمية الهائلة التي شهدها العالم في هذا المجال والتي تتيح معرفة التسلسل الوراثي لأعداد كبيرة جدًا من قطع الـ DNA في الوقت ذاته وعلى التوازي من خلال استخدام أجهزة فائقة التطور. تستخدم هذه الأجهزة ما يسمى بالـ"مفاعلات متناهية الصغر" لإجراء تفاعل تحديد التسلسل, وبخلاف الطرق التقليدية لتحديد التسلسل يمكن للأجهزة الحديثة أن تؤوي عددًا كبيرًا جدًا من المفاعلات متناهية الصغر مما يسرع هذه العملية بشكل غير مسبوق.
 
وبالتالي فإن هذه التقنية الحديثة توفر الكثير من المال والوقت والجهد الذين قد يتكبدهم الإنسان العادي لمعرفة تفاصيل تسلسل المادة الوراثية خاصته. يضاف إلى ذلك إمكانية استخدامها في عدد من التطبيقات الطبية والعلمية فائقة الأهمية من مثل تشخيص الأمراض قبل انغراس البويضة في الرحم وإعطاء إنذار مبكر بإمكانية الإصابة بالأمراض قبل حدوثها والتشخيص المبكر لها وتحديد العلاج المناسب للمريض والتنبؤ بمراحل تطور المرض إلى جانب دراسة الأصول العرقية للمجموعات البشرية في الدولة الواحدة.
 
. وأضاف د. آل علي أنه نظرًا لأهمية هذا الموضوع وإمكانية إسهامه في الإرتقاء بسبل الرعاية الصحية المقدمة على مستوى دول الوطن العربي، فإن المؤتمر العربي الخامس لعلوم الوراثة البشرية قد خصص له عشر محاضرات لكبار العلماء والأطباء المهتمين بهذا الموضوع على مستوى العالم. ويأتي على رأس المحاضرين الدكتور جون وانغ مدير مركز بي جي آي الصيني أحد أكبر المراكز الجينومية في العالم. كما يستعرض المؤتمر محاضرة من الولايات المتحدة الأمريكية يلقيها الدكتور رادوي درماناك حول التطبيقات السريرية المحتملة للتقنيات المستقبلية لتحديد تسلسل المادة الوراثية، إلى جانب محاضرة من دولة الكويت يلقيها البروفيسور فهد الملا حول العلاقة ما بين هذه التقنية وبين الطب الجينومي. كما ويشارك معهد ماكس بلانك الألماني ذائع الصيت في المؤتمر من خلال محاضرة للدكتور هيلجر روبرز عن استخدام هذه التقنيات في دراسة وتشخيص الاضطرابات الوراثية التي تؤدي للإعاقة العقلية.
 
وقال الدكتور محمود طالب أن المؤتمر يناقش أوراق عمل هامة لباحثين عرب حرصوا على الإستعانة بتلك التقنية المتطورة لدى دراساتهم لعلاقة مورثات بعينها بأمراض وراثية موجودة في المنطقة. فعلى سبيل المثال، يستعرض المؤتمر دراسة من قطر حول الجينات المتسببة في الإصابة بأمراض وراثية متنحية تصيب الصبغيات الجسدية. وتشارك دولة الإمارات بشكل متميز في هذا المحور من خلال بحث يربط بين جينات معينة والإصابة بأمراض وراثية متنحية في عائلات ينتشر بها زواج الأقارب, إذ تستخدم هذه الدراسة التقنيات المستقبلية لتحديد التسلسل. وتعرض دراسة أخرى لاستخدام هذه التقنيات في دراسة المصابين بمرض السكري الناتج عن طفرة في جين واحد.
 
جدير بالذكر أن البرنامج العلمي للمؤتمر يتضمن 54 محاضرة علمية بمشاركة أكثر من 500 طبيبًا وعالم وراثة وباحث من 15 دولة حول العالم هي قطر وعمان والسعودية والكويت وتونس وفلسطين وألمانيا وإنجلترا واليونان وهولندا وسويسرا وإيطاليا والولايات المتحدة الامريكية والصين.
 
كما يعقد على هامش المؤتمر ورشة عمل حول المشروع العالمي الطموح (RD-Connect)، والذي يمثل مبادرة عالمية هامة للربط ما بين قواعد البيانات والسجلات والبنوك الحيوية ذات الصلة بالأمراض الوراثية النادرة حول العالم.