تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم: جائزة حمدان الطبية ترعى مؤتمر الإمارات السابع لأمراض السرطان الأحد 01 نوفمبر 2015
ممثلاً لسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية رئيس هيئة الصحة بدبي راعي مؤتمر الإمارات السابع لأمراض السرطان، افتتح معالي حميد القطامي، رئيس مجلس إدارة هيئة الصحة بدبي، فعاليات المؤتمر في فندق إنتركونتتنتال بدبي فستسيفال سيتي بمشاركة حوالي 1200 متخصصًا من أكثر من 45 دولة .
 
يقام المؤتمر بدعم من جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية تحت شعار "تعزيز التميز في علم الأورام"، بمشاركة 200 متحدثًا في 8 جلسات علمية و5 ورش عمل تمت معادلتها من هيئة الصحة بدبي بعدد 33.5 ساعة تعليم طبي مستمر. 
 
وقال السيد عبد الله بن سوقات، المدير التنفيذي لجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية، أن دعم الجائزة لهذا المؤتمر ينسجم مع سعيها نحو تعزيز الجهود المبذولة للإرتقاء بالخدمات الطبية وتطويرها من خلال التأكيد على أهمية البحث العلمي وإبراز الإنجازات الهامّة التي تحرز في المضمار الطبي". 
 
وأضاف: "يجسّد المؤتمر فكرة تضافر جهود المؤسسات الأكاديمية وقطاعات الرعاية الصحية الخاصة والحكومية في دولة الإمارات لمواجهة الأمراض السرطانية التي تعتبر إحدى الأمراض المزمنة غير السارية ذات المعدلات المرتفعة في حجم الإصابة بها وفي الوفيات الناجمة عنها". 
 
وخلال حفل الإفتتاح، تقدم معالي حميد القطامي في كلمته الإفتتاحية للمؤتمر بالشكر والامتنان إلى سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم لرعاية سموه للمؤتمر، كما شكر مجلس أمناء جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية على جهوده في تحقيق رسالة الجائزة وأهدافها النبيلة المتعلقة بالإرتقاء بمنظومة الخدمات الطبية على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
كما رحب معاليه بالحضور في هذه الفعالية المهمة، التي تركز على مناقشة القضايا والإشكاليات المتصلة بواحدة من أهم التحديات التي تواجه التنمية البشرية في العالم وهي أمراض السرطان التي تعد في مقدمة أسباب الوفيات. فوفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية الرسمية، يفقد العالم أكثر من 8 ملايين شخص سنوياً بسبب السرطان، فضلاً عن حالات الإصابة السنوية التي تصل إلى 14 مليون حالة.
وأضاف معالي حميد القطامي: "تدرك دولة الإمارات العربية المتحدة حجم المخاطر الناجمة عن أمراض السرطان التي تواجه العالم وبلدانه وشعوبه من دون استثناء، وهي تعمل على تسخير جميع الإمكانيات من أجل الحفاظ على المجتمع من الأمراض السارية وحتى الوبائية. كما تعمل دبي ممثلة في هيئة الصحة على تطوير إجراءات الوقاية، والإسهام بفاعلية في جهود العالم الرامية إلى الحد من انتشار السرطان، وآثاره السلبية الواسعة على القوى البشرية".
 كما أكد على أهمية إنشاء مراكز طبية وبحثية متخصصة لهذا المرض، وهو ما سوف تتجه إليه هيئة الصحة بدبي في المرحلة المقبلة، وما تطمح إليه، حيث أنها تمضي إلى تقديم نموذج صحي متكامل من الطراز الأول .
كما ألقت د. شاهينة داوود، إستشاري طب الأورام في مستشفى دبي ورئيس المؤتمر، كلمة خلال حفل الإفتتاح قالت فيها: إن أمراض السرطان تعتبر الثمن الباهظ للتطور البشري، حيث أشار المنتدى الاقتصادي العالمي بوضوح إلى أن أمراض السرطان هي أكثر الأمراض المستعصية التي سنواجهها على مدى الخمسين سنة القادمة. 
"فمع تزايد المخاوف الناجمة عن ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان في منطقة الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ، تدرك اللجان القائمة على المؤتمر ضرورة المسارعة إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة. ومهمتنا بسيطة تتجلى في السعي نحو ’تعزيز التميز في علم الأورام‘. وتتجسد أهدافنا في دعوة المتخصصين في علم الأورام للتكاتف في إقامة الشراكات وتعزيز المعارف والتعاون لتطوير الأبحاث وإطلاق المبادرات الرامية لمكافحة هذا المرض بفاعلية أكبر في منطقتنا. لقد حان الوقت للتغيير، وتدرك مجموعتنا أن اليوم هو الوقت الأمثل لإجراء مثل هذا التغيير الذي سيعم بفوائده الإيجابية على مرضى السرطان".
وأضافت: "إنه في النسخة السابعة للمؤتمر نتلمّس الإرتقاء به من قوة إلى أخرى إستنادًا إلى قوة برنامجه العلمي متعدد التخصصات الذي يلبي احتياجات المعنيين بإدارة مرض السرطان. لقد أصبح المؤتمر إحدى الفعاليات الهامة التي تستقطب الوفود من مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ. كما أنه يسعى بإصرار نحو تحقيق أهدافه. وأنا فخورة اليوم بالإعلان عن مجموعة من أوجه التعاون المهمة التي حققناها. حيث نواصل شراكتنا الناجحة مع مركز ’تاتا‘ التذكاري لأمراض السرطان في الهند، ومركز ’شوكت خانم‘ لأمراض السرطان في باكستان، وكلاهما من مراكز السرطان المعروفة والرائدة عالمياً في هذا المجال. كما نعزز شراكاتنا المهمة مع ’الشبكة التعاونية الهندية للأورام‘ تحت إشراف الدكتور بورفيش باريك".
وقالت: "نحن نواصل شراكتنا المهمة مع ’جمعية تمريض الأورام‘ لتوفير برنامج شامل مصمم خصيصاً لتلبية احتياجات ممرضي مرضى الأورام بالدولة. وقد ابتكر البروفيسور بانكاج تشاتورفيدي البرنامج التدريبي الأساسي في موضوع سرطان الرأس والرقبة، والذي يستقطب المزيد من أوجه التعاون من قبل الجمعيات الدولية. ولن ننسى البرنامج التفاعلي الرائع للدكتورة بهاونا سيروهي في مجال الأمراض المعدية المعوية؛ والبرنامج الغني والمشوق للدكتور كومار براباش في مجال أمراض الرئة ويجمع خلاصة خبرات وتجارب من مختلف أنحاء منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وفي هذا العام، وتحت إشراف البروفسور راج كيركار، سنواصل مبادرة أورام النساء التي أطلقناها العام الماضي". 
وأضافت: "سنطلق في هذا العام عدداً من المبادرات الجديدة والمهمة. تحت إشراف الدكتور شايليش شريكاندي، تعقد هذا العام ورشة عمل تتضمن بث تليفزيوني مباشر لعملية جراحية من مستشفى ’تاتا‘ في الهند بمشاركة من كافة جراحينا. كما سيقوم الدكتور محمود مرعشي، والدكتور فاريبوز بطرح برنامجي علم أورام الدم وعلم أورام الجهاز البولي. وستتولى الدكتورة منى إدارة جلسة الرعاية المخففة للآلام التي تستقطب المتخصصين في مجال الرعاية الصحية من كافة الاختصاصات". 
كما أشارت إلى أنه من خلال البرنامج العلمي الرائع للمؤتمر وهيئته التدريسية رفيعة المستوى، تعتبر دورة هذا العام بمثابة فرصة مهمة تنطوي على كثير من المتعة والفائدة للجميع.
ومن أهم فعاليات اليوم الأول للمؤتمر ورشة العمل التي تضمنت بثًا على الهواء مباشرة من الهند لعمليات جراحية أجراها جرّاحون خبراء من مستشفى ’تاتا ميمورايل‘ لمرضى مصابين بسرطان الثدي وسرطان الغدة الدرقية، وعملية جراحية أخرى لاستئصال المعدة وإستئصال البروستاتا بالروبوتات. 
وفي جلسة خاصة عقدت تحت إشراف خبراء في سرطان الثدي من الإمارات والولايات المتحدة وباكستان، تمت مناقشة أنواع سرطان الثدي وأحدث منهجيات التعامل معه بصفته واحداً من أكثر أصناف السرطان شيوعاً لدى النساء في المناطق النامية والمتقدّمة على حد سواء، كما أنه أكثر أنواع السرطانات انتشاراً بين النساء بدولة الإمارات العربية المتحدة مما يدعو إلى توحيد معايير الرعاية الصحية الخاصة بهذا المرض بين المتخصصين في مختلف المجالات الطبية ذات الصلة.
وتضمنت إحدى الجلسات تسليط مجموعة من خبراء التغذية الضوء على المبادئ التوجيهية التي يجب على الناجين من السرطان اتباعها، مع استعراضهم لدراسة حول الانظمة الغذائية الموصى بها. وتطرقت الجلسة إلى مواضيع عديدة منها إدارة الوزن، والسكر، والتوابل، والمكملات الغذائية، وغيرها من الجوانب الهامة أثناء العلاج من السرطان وبعده. 
وعقدت جمعية تمريض الأورام ورشة عمل لتثقيف الممرضات بسبل العناية بمرضى السرطان وتعريفهن بمهارات التواصل. 
كما تضمنت فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر جلسة علمية لمناقشة موضوع المسكنات، من حيث إدارة الألم ودور العلاج الكيمياوي والعلاج الإشعاعي في تسكين أعراض المرض وآلامه في مراحله الخطيرة كي يستطيع المريض الحياة بشكل طبيعي قدر الإمكان مع أصدقائه وذويه.
 
وخصصت جلسة علمية لمناقشة موضوع سرطان الرئة الذي شهد إرتفاعًا في معدلات الإصابة به خلال العقد الماضي مما أدى إلى تطور أساليب تشخيص المرض وإدارته بشكل كبير. وقد إطلع المشاركون في المحاضرات على أحدث المستجدات في هذا التخصص وسبل الاستفادة منها في الممارسات السريرية. 
 
وفي جلسة علمية حول موضوع سرطان الرأس والعنق، تعرف الجراحون والأطباء في علم الأورام والتصوير الشعاعي على أحدث التطورات في هذا التخصص. كما واصل البرنامج الخاص بسرطان الثدي جلساته، من حيث العناية بالمرضى بدءاً من التشخيص ووصولاً إلى العلاج والجراحة والعلاج الكيميائي والإشعاعي. 
 
وفي ختام المؤتمر، أوصى الخبراء المشاركون بأهمية وضع خطط استراتيجية مستقبلية للتعامل مع السرطان بشكل ناجح وتحفيز البحوث المرتبطة بالسرطان على مستوى المنطقة إلى جانب مواصلة تعزيز الشراكات مع المجموعات العالمية والتعاون معها في هذا الشأن. 
 
كما أكدوا على أن إرتفاع معدلات الإصابة بأمراض السرطان، يبرز الدور الفاعل لهذه الفعاليات العلمية في رفع درجة الوعي لدى المتخصصين بسبل التعامل مع كافة أنواع المرض، واتباع منهجية متعددة المجالات في التعامل مع المرض.