"جائزة الشيخ حمدان بن راشد للعلوم الطبية" تدعم 12 بحثا بمليوني درهم الأحد 27 ديسمبر 2009
إيماناً منها بأن البحث العلمي هو السبيل الوحيد للنهوض بالأمم على كافة المستويات السياسية والإقتصادية والإجتماعية، تدعم "جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية" البحث العلمي والعلماء داخل دولة الامارات العربية المتحدة بتخصيص مبلغ مليوني درهم إماراتي كل عامين لتمويل أفضل عدد من الأبحاث الطبية .
 
ولقد تقدم للجائزة هذا العام 42 بحثاً تطلب التمويل حيث قامت لجنm دعم البحوث التابعة لمركز دعم البحوث والخدمات المجتمعية بالجائزة بدراسة كل بحث على حدة دراسة متأنية، ولقد كان الحظ حليف 12 بحثاً لعدد من الباحثين العاملين في الجامعات وغيرها من المؤسسات الصحية في دولة الامارات العربية المتحدة.
 
ويؤكد الدكتور "سهام الدين كلداري" رئيس لجنة دعم البحوث "بجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية" ومساعد عميد كلية الطب بجامعة الإمارات لشئون الأبحاث والدراسات العليا أن لجنة من المحكمين الدوليين هي التي تختار الأبحاث التي سوف يتم تمويلها لضمان الحيادية الكاملة في الإختيار وللتحقق من إمكانية تطبيقها على أرض الواقع، كيلا يتحول البحث بعد إنفاق الكثير من المال والجهد والوقت عليه إلى مجرد أوراق ملقاة في الأدرج بلا فائدة تعود منه على المجتمع. فالهدف الأساسي الذي أنشأت الجائزة من أجله هو خدمة المجتمع الطبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويتم ذلك من خلال العديد من الأنشطة التي تقوم بها الجائزة ومن أهمها دعم البحوث العلمية الطبية.
 
وبمجرد إختيار البحوث تقوم الجائزه بتمويل كافة النفقات التي يطلبها الباحث بداية من رواتب المساعدين ،والمواد الكيمائية، والأدوية، والمعدات، وصولاً إلى الأجهزة اللازمة لإجراء البحث. ويقول د. كلداري أن الجائزة تمول البحوث العلمية الطبية بحد أقصى مائتي ألف درهم للبحث الواحد لضمان إجراء أكبر عدد ممكن من الأبحاث والخروج بالنتائج المرجوة منها لتشكل هذه النتائج فيما بعد البنية التحتية التي ستبنى عليها العديد الأبحاث الطبية في المستقبل القريب والبعيد في دولة الإمارات العربية المتحدة .
 
وفي هذا العام تناولت الأبحاث المختارة العديد من الأمراض المنتشرة في دولة الإمارات بالبحث والتحليل، ومنها ذلك البحث الخاص بالآثار الصحية للتلوث الجوي على الجهاز الرئوي والقلب والدورة الدموية بالإضافة إلى ذلك البحث الخاص بإبتكار أسلوب علاجي جديد لعلاج مرض السكري وذلك من خلال إستخدام مكونات جديدة مماثلة للبريدميدين كمنشط لمستقبل الأنسولين.
 
ويقول د.كلداري أن دول العالم المتقدم تتطلع دائماً للأبحاث التي تجرى في دولة الإمارات العربية المتحدة ،كما أصبح للإمارات تواجد قوي في المحافل العربية والدولية. "نحن في دولة الإمارات لا نكتفي بما قدمه لنا الغرب من أبحاث في علاج الأمراض. فالصفات الوراثية لدى الشعوب الغربية تختلف عن الصفات الوراثية للشعب الإماراتي. فلقد إكتشف الباحثون على سبيل المثال أن تأثير نفس الزيادة في كمية السكر في الدم لدى مريض السكر في المجتمعات الغربية يختلف عنه لدى مريض السكر في الإمارات، وهكذا فإن إستخدام نفس الدواء لكل منهما سوف لن يكون له نفس التأثير. ولذلك فإنه ينبغي علينا أن ننتبه إلى أن طبيعة الأمراض الجينية في الإمارات العربية المتحدة تختلف عنها لدى العالم الغربي وعلينا البحث في الجينات المسببة لتلك الأمراض في مجتمعاتنا كي نستطيع تصنيع الدواء المناسب بأنفسنا وألا نترك مصيرنا في يد غيرنا، وهكذا نكون مجتمعاً منتجاً يعتمد في كل خطوة يخطوها على العلم والمعرفة".
 
ويرى د.كلداري أن الفائدة من إجراء البحوث لا تقف عند هذا الحد بل تتعداها إلى أبعد من ذلك بكثير. فالباحث لا يعمل بمفرده بل يتعاون معه فريق من الطلبة والممرضات والأطباء والذين يحصلون من خلال عملهم في تلك الابحاث على قدر لا بأس به من التدريب والخبرة كل في مجاله، وهذا ما تدعو إليه ثقافة التطوير والإبتكار التي تنتهجها دولة الإمارات.
 
ولا يقتصر دعم الجائزة للأبحاث العلمية على الدعم المادي فقط، بل تهتم الجائزة أيضاً بالدعم المعنوي للباحثين الذين سهروا على اجرائها، واستنباط النتائج منها. ويتحقق الدعم المعنوي للباحثين من خلال نشر أبحاثهم في مجلة العلوم الطبيه JMS وفي بعض المجلات الطبيه العالميه، حيث يتسنى للمجتمع الطبي وللجهات التنفيذية التعرف على هذه البحوث والاستفادة منها في النهوض بالخدمات الصحية في دولة الامارات وغيرها من الدول التي تطمح الى التقدم والنهوض بالقطاع الطبي فيها. كما تقوم الجائزه بتكريم الباحثين الذين أنجزوا بحوثهم على أكمل وجه وذلك في احتفال كبير يحضره أعضاء مجلس أمناء الجائزة.
 
لقد مولت "جائزة الشيخ حمدان بن راشد ال مكتوم للعلوم الطبية" منذ إنشائها في عام 1999 وحتى الآن ما يقرب من 60 بحثاً علمياً طبياً، من ضمنهم بحث حصل عنه صاحبه على درجة الماجستير حول موضوع "إستخلاص إنزيم السراميديز من مخ البعير" وهو ذلك الإنزيم المسئول عن تقليل كمية "السيراميد" المسبب لتلف الخلايا في جسم الإنسان. ولقد شكر الباحث سمو "الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم" في المجلد الخاص برسالة الماجستير عرفاناً وتقديراً منه لدعم سموه المستمر لمسيرة العلم والعلماء ولتشجيعه الدائم لهم على البحث والإبتكار.