جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية تدعم أنشطة جمعية الإتحاد النسائية بالشارقة الخميس 15 أبريل 2010
بمناسبة يوم الصحة العالمي شاركت "جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية" أول أمس )الثلاثاء( في الأسبوع الصحي الذي أقامته جمعية الإتحاد النسائية بالشارقة والمقام تحت شعار "صحتك أمانة"، وذلك بإلقاء محاضرة بمقر الجمعية حول موضوع الأمراض الوراثية في دولة الإمارات العربية المتحدة. تأتي تلك المحاضرة في إطار سلسلة من المحاضرات واللقاءات اليومية التي تنظمها الجمعية، بهدف التواصل المباشر مع أكبر شريحة ممكنة من السيدات لتوعيتهن بأهم القضايا والمشاكل الصحية وسبل الوقاية والعلاج.
 
وقد أعقب المحاضرة لقاء مع الشيخة "مجد سعود القاسمي" نائب رئيسة جمعية الإتحاد النسائية والتي شكرت جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والمركز العربي للدراسات الجينية المنبثق منها على دعمهما لأنشطة الجمعية. كما شكر الدكتور "غازي تدمري" المدير المساعد للمركز الجمعية على إتاحتها الفرصة للإلتقاء مع هذا الحشد من القيادات النسائية في دولة الإمارات لرفع درجة الوعي بأهمية دورهن في الحد من إنتشار الأمراض الوراثية في المجتمع. وقد أسفر الإجتماع عن الإتفاق على مزيد من التعاون من خلال مشاركة الجائزة بكافة مراكزها وأنشطتها في حملات التوعية بالأمراض الوراثية التي ستنظمها الجمعية في المستقبل القريب. وجدير بالذكر أن جمعية الإتحاد النسائية بالشارقة تعد أول جمعية نسائية في دولة الإمارات العربية المتحدة حيث تأسست عام 1972.
 
وقد قام الدكتور "غازي تدمري" بإلقاء المحاضرة بحضور حوالي 70 سيدة من عضوات الجمعية والقيادات النسائية والمهتمات بالأمراض الوراثية في دولة الإمارات من مختلف الفئات العمرية. تضمنت المحاضرة شرحاً وافياً عن أسس إنتقال الأمراض الوراثية بين أفراد العائلة الواحدة، الخطوط العريضة للأمراض الوراثية بدولة الإمارات ودول الجوار، زواج الأقارب ما له وما عليه، بالإضافة إلى أهمية إجراء فحوصات ما قبل الزواج للحد من إنتشار الأمراض الوراثية في المجتمع.
 
وقد أعقب المحاضرة إعطاء المشاركات مساحة من الوقت لطرح ما يدور في خاطرهن من أسئلة حول موضوع المحاضرة. وقد دارت الأسئلة حول علاقة الأمراض السرطانية وأمراض القلب بالوراثة، ومدى ضروة فحوص ما قبل الزواج في حالة عدم وجود صلة قرابة بين الزوجين، بالإضافة إلى أسئلة حول إمكانية الزواج في حالة أن أثبتت فحوصات ما قبل الزواج أن زوجي المستقبل حاملان للمرض.
 
وكانت الإجابة عن تلك الأسئلة أن أسباب الإصابة بأمراض مثل أمراض السرطانات والقلب يكون بعضها وراثياً أي ينتقل بين أفراد العائلة الواحدة، إلا أن معظمها تكون الإصابة بها نتيجة لأسباب بيئية بحتة. وحول قضية إمكانية إتمام الزواج لزوجين أثبتت فحوصاتهما الطبية قبل الزواج أنهما حاملان لعلة وراثية فإنه من الممكن إتمام الزواج لكن بمراعاة إجراء الفحوصات اللازمة على أطفالهما في المستقبل للتأكد من سلامتهم من ذلك المرض ولسرعة التدخل بالعلاج أوالمتابعة الدقيقة لحالتهم. كما أن هناك ضروة لإجراء الفحوصات الطبية قبل الزواج حتى في حالة إذا لم يكن يربط الزوجين أي صلة قرابة، فالوقاية خير من العلاج ويجب ألا تترك إحتمالية إصابة الذرية بالأمراض للقضاء والقدر. فهناك بعض الأمراض المنتشرة في دولة الإمارات مثل مرض السكري والثلاسيميا والتي قد يكون هناك إحتمال إصابة الأطفال بها حتى إن لم يكن يربط الزوجان أي صلة قرابة.
 
ويرى الدكتور "غازي تدمري" إن لدى الأمة العربية تراث ثري جداً من العادات والتقاليد الأصيلة التي نفخر بها جميعاً، إلا أن هناك حاجة إلى إعادة النظر في بعض المفاهيم الخاطئة وعلى رأسها عدم إقتناع بعض الأسر بأهمية الفحوصات الطبية لفتياتها المقبلات على الزواج. ويضيف أن قاعدة بيانات الأمراض الوراثية التي أسسها المركز العربي للدراسات الجينية قد رصدت حتى مطلع العام الحالي في دولة الإمارات العربية المتحدة 247 مرضاً وراثياً منها 100 مرضاً ينفرد به مواطنوا الدولة عن باقي الجنسيات العربية المقيمة. وإذا كانت تلك الأمراض تهدد حياة الفرد وتشكل عائقاً على الأسر المصابة وعلى المجتمع ككل، فإنه يجب إتخاذ الإحتياطات اللازمة لتقليل إحتمالات الإصابة بتلك الأمراض. إن المرأة هي نصف المجتمع وهي الأم التي تربي أولادها وترسخ بداخلهم مخزون كبير من العادات والتقاليد التي تصاحبهم طوال حياتهم. كلما إزداد الإهتمام بتثقيف المرأة صحياً وتوعيتها بسبل الوقاية من الأمراض الوراثية كلما كان هذا ضماناً أن يعيش كل أفراد الأسرة وكل أفراد المجتمع بصحة وعافية".