جائزة الشيخ حمدان للعلوم الطبية تدعم بحثاً علمياً هاماً عن القلب الثلاثاء 18 مايو 2010
لقي البحث العلمي الذي دعمته جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية بالتعاون مع جامعة فيرمونت بالولايات المتحدة الأمريكية إهتماماً كبيراً من المتخصصين في الأوساط العلمية الطبية مما جعل المجلة الأمريكية للقلب، وهي واحدة من أكبر وأهم عشرة مجلات طبية على مستوى العالم، تنشر البحث في عددها رقم 104 بالمجلد رقم 8 لعام 2009 وتشيد بنتائجه.
 
ويقول الباحث الأستاذ الدكتورعزان بن بريك إستشاري أمراض القلب بقسم القلب بمستشفى الشيخ راشد أن البحث عبارة عن دراسة علمية مبرمجة، هي الأولى من نوعها، لإثبات فعالية إستخدام عقار الأريثروبيتين في تقليل حجم تلف عضلة القلب عقب إحتشائها الحاد.
لقد أثبت البحث عدم جدوى إستخدام هذا العقار في علاج التلف الجزئي لخلايا عضلة القلب عند حدوث الجلطة بالشرايين المغذية لها، وذلك على الرغم من أن البحوث السابقة كانت قد أثبتت فعاليته في علاج حيوانات التجارب في المختبر. ويضيف الدكتور بن بريك أن إجراء تلك الدراسة قد إستغرق عاماً كاملاً من خلال عينة مكونة من 236 مريضاً بمستشفى راشد ممن عولجوا خلال فترة تقل عن 6 ساعات من وقت الإصابة بإحتشاء عضلة القلب الحاد. تم تقسيم عينة البحث إلى مجموعتين المجموعة الأولى عولجت بإعطائها دواء ت.ن.ك. فقط، أما المجموعة الثانية فقد حقنت بمادة الأريثروبيتين بالوريد قبل إعطائها دواء ت.ن.ك.
 
كانت المرحلة التالية في البحث هي تحليل نسبة إنزيمات القلب الموجودة بدم المرضى في مجموعتي البحث لتحديد حجم تلف عضلة القلب لديهم. أرسلت عينات الدم إلى مختبرات متطورة بجامعة فيرمونت بالولايات المتحدة الأمريكية تحت إشراف الأستاذ الدكتور بيرتون إيه سوبل دون الإشارة إلى العينات التي حقنت بعقار الأريثروبيتين وذلك لضمان الحيادية الكاملة أثناء إجراء التحاليل.
 
أثبتت التحاليل الطبية أن المجموعة التي حقنت بعقار الأريثروبيتين لم يساعدها العقار على التقليل من تلف عضلة القلب نتيجة لإحتشائها الحاد. ولمزيد من الدقة في النتائج قام الباحث بفحص عضلة القلب للمرضى من المجموعتين بالموجات فوق الصوتية فلم يثبت تحسن وظيفة عضلة القلب في المرضى الذين تناولوا العقار.
 
وقد عبر الأستاذ الدكتور نجيب الخاجة الأمين العام لجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية عن فخره وإعتزازه بدعم الجائزة لذلك البحث الطبي الهام التي تؤكد نتائجه على أهمية إجراء المزيد من الجهود لإيجاد حلول أخرى لتقليل حجم تلف عضلة القلب عقب إحتشائها الحاد وعدم إستغراق مزيداً من وقت الأطباء وجهدهم في إثبات فعالية هذا العقار.
 
وأضاف أن الجائزة حريصة على تخصيص ميزانية خاصة بدعم البحوث العلمية في كل دورة من دوراتها إيماناً منها بأن الإهتمام بدعم البحوث العلمية في المجال الطبي في دولة الإمارات العربية المتحدة هو السبيل للنهوض بمستوى الآداء الطبي بالدولة الذي سينعكس بدوره على تحسين سبل الرعاية الصحية المقدمة للمرضى. وقال أنه منذ تأسيس الجائزة في عام 1999 وحتى الآن قد تم دعم 60 بحثاً علمياً في كافة المجالات الطبية داخل الدولة والجائزة على إستعداد دائماً لدعم أي بحث علمي طبي جاد.