خلال مشاركتها في مؤتمر منظمة الفاريوم البشري في بكين: جائزة الشيخ حمدان بن راشد للعلوم الطبية تشهد تدشين مشروع الفاريوم الصيني بميزانية 300 مليون دولار أمريكي الاثنين 19 ديسمبر 2011
شهدت جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية التدشين الرسمي لمشروع الفاريوم الصيني الذي رصدت له الحكومة الصينية ميزانية قدرها 300 مليون دولار أمريكي لتنفيذه خلال العشرة سنوات القادمة بهدف تحسين خدمات علوم الوراثة الإكلينيكية بالصين إلى جانب إستكمال المعلومات الخاصة بالطفرات الوراثية الموجودة في 5000 جين بشري.
 
جاء ذلك خلال مشاركة الجائزة في مؤتمر منظمة الفاريوم البشري الذي عقد مؤخرًا في الفترة من 8 وحتى 12 ديسمبر في العاصمة الصينية بكين حيث وقع المركز العربي للدراسات الجينية التابع للجائزة على وثيقة مشتركة للتعاون مع منظمة الفاريوم البشري العالمية من أجل الإستفادة من علوم الفاريوم البشري، والمعنية بدراسة التباينات البشرية الجينية بين الأفراد وبين الشعوب، في تطوير خدمات ملموسة لتوفير رعاية صحية أفضل وتخفيف المعاناة لدى الملايين من البشر المصابين بأمراض ذات أسس وراثية.
 
صرح بذلك الأستاذ الدكتور نجيب الخاجة الأمين العام لجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية ورئيس المركز العربي للدراسات الجينية التابع لها والذي رأس وفد الجائزة بعضوية السيد عبد الله بن سوقات المدير التنفيذي للجائزة والدكتور غازي تدمري المدير المساعد للمركز والأستاذ الدكتور فهد الملا والأستاذ الدكتور لطفي شوشان عضوا المجلس العربي للمركز العربي للدراسات الجينية.
 
وقد شارك في التوقيع على الإتفاقية ممثلي الكلية الأمريكية لعلوم الوراثة الطبية والإتحاد الدولي لجمعيات الوراثة البشرية وشبكة أمريكا اللاتينية لعلوم الوراثة البشرية وإتحاد شرق آسيا لجمعيات الوراثة البشرية والجمعية الإسبانية لعلوم الوراثة البشرية والجمعية الأسترالية للوراثة البشرية وجمعية تنوع الجينوم البشري والجمعية الأمريكية لعلوم الوراثة البشرية والجميعة الأفريقية لعلوم الوراثة البشرية والجمعية الأوروبية لعلوم الوراثة البشرية والجمعية الآسيوية الباسيفيكية لعلوم الوراثة البشرية والجمعية البريطانية لعلوم الوراثة  البشرية والجمعية البلجيكية لعلوم الوراثة  البشرية والجميعة القبرصية لعلوم الوراثة البشرية.
 
وأشار الدكتور الخاجة إلى أنه على هامش مؤتمر منظمة الفاريوم البشري عقد المركز العربي للدراسات الجينية إجتماعًا موسعًا مع المسؤولين بمنظمة الفاريوم البشري العالمية وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور ريتشارد كوتون رئيس المنظمة والسيد دايفيد إبراهام رئيس مجلس الإدارة تم خلاله بحث سبل تعزيز التعاون ما بين المركز والمنظمة كما تم الإتفاق على ضرورة سعي التكتلات العلمية بالدول العربية على الحصول على الدعم لمشروعات الجينوم العربي بها من الهيئات الحكومية المحلية ومن المنظمات الدولية مثل منظمة اليونسكو ومنظمة الصحة العالمية.
 
وقال الخاجة أن ذلك الإجتماع يأتي في إطار جهود منظمة الفاريوم البشري العالمية لإيجاد صيغة مشتركة للعمل في قواعد البيانات الوراثية على مستوى كل دول العالم لربطها بالمنظمة، إلى جانب ربطها بالمختبرات الوراثية داخل الدول وبمشروعات الجينوم المحلية بهدف تبادل المعلومات في هذا المجال الهام بما يسهم في الإرتقاء بالقطاعات الصحية لدى الشعوب خاصةً وأن الطب الجيني اصبح العنصر الرئيسي لفهم المسببات الوراثية للأمراض ومن ثم تشخيصها وعلاجها بطريقة سليمة.
 
وعلى الجانب الآخر أشار السيد عبد الله بن سوقات المدير التنفيذي للجائزة إلى أن منظمة الفاريوم البشري العالمية أشادت خلال المؤتمر بالمركز العربي للدراسات الجينية لكونه نموذجًا عربيًا مثاليًا للجهات المنوط بها دراسة التباينات الوراثية لدى الشعوب العربية، حيث قطع المركز شوطًا كبيرًا في هذا المجال بتأسيسه لقاعدة بيانات الإضطرابات الوراثية لدى العرب والتي تعد الأولى عالميًا ضمن فئة القواعد البيانية الخاصة بالشعوب كما أنها تسهم بفاعلية في خدمة مئات الآلاف من الأطباء والعلماء على مستوى كل دول العالم.
 
وقال أنه يجري حاليًا العمل بالمركز العربي للدراسات الجينية لإتمام كافة الإجراءات اللازمة من أجل البدء في تنفيذ مشروع الجينوم الإماراتي والذي يهدف إلى رسم خريطة جينية لشعب دولة الإمارات العربية المتحدة وربطها بمشروعات الجينوم في بعض الدول العربية الأخرى، التي بدأت في تنفيذ مشروعات الجينوم الخاصة بها، كنواة لتأسيس المشروع العربي للفاريوم البشري.
 
وأضاف بن سوقات أن تنفيذ مشروع الجينوم العربي سوف يساعد على وقف نزيف المليارات التي تنفقها القطاعات الصحية بالدول العربية على علاج الكثير من الأمراض المزمنة لدى العرب بالخارج أو اللجوء للمختبرات الأجنبية لتشخيص تلك الأمراض وعلاجها.
 
وأعطى بن سوقات مثلاً بمشروع الفاريوم الصيني والذي سيفوق العائد الإقتصادي منه الميزانية المخصصة لتنفيذه حيث أن السياسة الصحية القادمة بالصين سوف تستند إلى علوم الوراثة البشرية في تشخيص الأمراض وعلاجها من خلال توفير المختبرات الوراثية المجهزة بأحدث ما توصل إليه العلم الحديث في هذا المجال من أجهزة ومعدات إلى جانب إعداد الكوادر البشرية القادرة على إدارة ذلك المشروع القومي الضخم.
 
جدير بالذكر أن منظمة الفاريوم البشري العالمية منظمة ذات رأس مال نفعي غير ربحي تأسست بأستراليا في عام 2006 وهي تطمح في أن يكون للدول المتقدمة والدول الناهضة على قدم المساواة الحق في الإستفادة من تبادل المعلومات التي ستتاح عبر مشروع الفاريوم البشري العالمي.
 
وقد ناقش مؤتمر منظمة الفاريوم البشري العديد من الموضوعات الهامة منها القضايا المتعلقة ببناء قواعد بيانات الأمراض الوراثية وتطوير بروتوكول عام لإنشائها وتطويرها والقضايا المرتبطة بجمع البيانات مثل القضايا الأخلاقية ومشاكل البرمجيات الخاصة بها بالإضافة إلى مناقشة العقبات التي تواجه الدول ذات الدخول المنخفضة والمتوسطة لدى تأسيسها لقواعد البيانات الوراثية الخاصة بشعوبها.