في إطار خطة قومية للتصدي لمرض السكري بالدولة: جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية تنجز بحثًا يرصد التغيرات الجينية المسؤولة عن إختلالات عضلة القلب الاثنين 26 ديسمبر 2011
في إطار خطة قومية تتبناها كافة المؤسسات والهيئات الصحية بدولة الإمارات العربية المتحدة هدفها التصدي لإنتشار مرض السكري، أعلنت جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية عن إنجاز العمل في البحث العلمي الطبي، الذي قامت بتمويله مؤخرًا، والذي رصد حدوث تغيرات في تعبيرات بعض الجينات المسؤولة عن وظائف عضلة القلب لدى جرذان التجارب المصابة حديثًا بالسكري من النوع الثاني وخاصة الجينات المتحكمة في القنوات الناقلة للكالسيوم من عضلة القلب وإليها.
 
وأشار الباحث البروفيسور كريس هوارث الأستاذ في قسم علم وظائف الأعضاء بكلية الطب والعلوم الصحية في جامعة الإمارات إلى أهمية تلك النتائج خاصة وأنها قد تسهم في المستقبل في التوصل إلى المؤشرات البيولوجية لحدوث خلل في وظائف عضلة القلب لدى مريض السكري من النوع الثاني - قبل الإصابة - والتدخل إن أمكن للحيلولة دون ذلك.
 
وقال البروفيسور هوارث أن بحثه يأتي في إطار مجموعة من البحوث التي قام بها على مدار أكثر من عشر سنوات قام خلالها بدراسة العلاقة ما بين الإصابة بمرض السكري وحدوث الخلل في وظائف عضلة القلب.
 
وقال أن مرضى السكري من النوع الثاني هم أكثر عرضه للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وأضاف أنه إذا كانت حدة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ترتبط بالمرحلة العمرية لمريض السكري وبالفترة الزمنية لإصابته بالسكري، فإنها السبب الرئيسي وراء معظم الوفيات لدى هؤلاء المرضى.
 
وقال البروفيسور هوارث أن العمل في البحث قد إستغرق عامًا كاملًا قام خلالها بمقارنة عمل 30 جين يرتبط نشاطها بوظائف عضلة القلب مقسمة إلى ثلاث مجموعات المجموعة الأولى هي الجينات التي تتحكم في خصائص بروتينات عضلة القلب والمجموعة الثانية هي الجينات التي تتحكم في حركة الإيونات من خلايا عضلة القلب وإليها والمجموعة الثالثة هي الجينات التي تتحكم في تركيز الكالسيوم داخل وخارج خلايا القلب.
 
وأضاف أنه قد أجرى تجاربه على مجموعتين من قلوب جرذان التجارب حيث كانت المجموعة الأولى لقلوب مجموعة من الجرذان السليمة والمجموعة الثانية لقلوب جرذان تجارب مشبعة بالدهون ومصابة بالنمط الثاني من السكري وذلك بعد حصوله على موافقة لجنة أخلاقيات الحيوان بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات العربية المتحدة.
 
وأشاد البروفيسور هوارث وهو الفائز بجائزة الشيخ حمدان لأفضل بحث علمي ينشر في مجلة الإمارات الطبية عام 2002، بالتعاون مع جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتي تهتم بدعم البحث العلمي الطبي داخل دولة الإمارات العربية المتحدة.
 
وعلى الجانب الآخر أعرب الأستاذ الدكتور نجيب الخاجة جراح القلب والأمين العام لجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية عن سعادته بدعم الجائزة لذلك البحث العلمي الهام والذي يعد من الأبحاث الأساسية التي تتيح للأطباء وللمتخصصين فهم أعمق لمرض السكري من النوع الثاني ورصد توابعه بما يرسي حجر الأساس لبحوث أخرى مستقبلية تسهم في تطوير الوسائل الوقائية والتشخيصية والعلاجية لمرض السكري ولأمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة به.
 
وقال الخاجة أن مرض السكري يعد مشكلة صحية عالمية تنتشر بصورة ملحوظة في دولة الإمارات العربية المتحدة. فبعدما كانت الإصابة بالسكري من النوع الثاني تقتصر في الماضي على من تجاوزوا سن الأربعين فإنها تظهر الآن لدى الشباب و المراهقين في سن مبكرة جداً ومن هنا تأتي ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث من أجل تحقيق فهم أفضل لديناميكية تطور المرض وكيفية تأثيره على كافة الوظائف الحيوية للجسم البشري.
 
وأضاف أن جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية قد وضعت خطة عملية طويلة المدى من أجل التصدي لمرض السكري فاعتمدت الجائزة الميزانية اللازمة لتمويل مجموعة متميزة من البحوث العلمية عالية الجودة حول السكري بدولة الإمارات العربية المتحدة والتي ستسهم بنتائجها في المستقبل القريب في النهوض بالسياسات الوقائية من المرض وعلاجه.
 
وشدد الخاجة على ضروة تضافر كافة الجهود ما بين وزارة الصحة وهيئات الصحة بالدولة من جهة، وبين كافة الوزارات والجهات الخدمية من جهة أخرى من خلال تبني مشروع قومي توعوي موجه لكافة شرائح المجتمع يتم من خلاله الترويج لسبل الوقاية من مرض السكري بشتى الطرق الممكنة.
 
كما حث الخاجة الأطباء الشباب على الإهتمام بالبحوث العلمية الطبية بالدول العربية وعدم الإكتفاء بالبحوث العلمية الجاهزة المستوردة من الخارج والتي يصعب تطبيق نتائجها بدقة على شعوب دول أخرى.
 
ودعا كافة الباحثين والعلماء بالدولة ممن يرغبون في الحصول على دعم مادي لأبحاثهم العلمية القيمة في الدورة السابعة للجائزة 2011-2012 التقدم بمشروعاتهم البحثية إلى مركز دعم البحوث وخدمة المجتمع التابع للجائزة وذلك في موعد أقصاه نهاية شهر ديسمبر الجاري للإستفادة من الدعم البحثي بالجائزة التي تخصص في كل دورة من دوراتها مليوني درهمًا لهذا الغرض.
 
وأكد الخاجة على أن الجودة العلمية للبحث وقابليته للتطبيق على أرض الواقع من خلال مساهمته الفاعلة في النهوض بالقطاعات الصحية داخل دولة الإمارات العربية المتحدة هما المعيارين الأساسيين الذين تستند إليهما اللجنة العلمية لمركز دعم البحوث عند إختيارها للبحوث التي تمولها الجائزة.