جائزة الشيخ حمدان بن راشد الطبية تبحث دور التثقيف الغذائي في التصدي لمرض السكري بالدولة الأربعاء 01 فبراير 2012
بدعم من جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية تجرى حاليًا دراسة علمية، الأولى من نوعها بدولة الإمارات العربية المتحدة، حول أهمية التثقيف الغذائي في التحكم في مستويات السكر بالدم لدى المرضى الإماراتيين المصابين بالسكري من النوع الثاني وفوائد ممارسة الأنشطة البدنية وآثارها على تحسن حالة المرضى الصحية.
 
صرحت بذلك الدكتورة حبيبة علي، الأستاذ المساعد بقسم التغذية والصحة بكلية الأغذية والزراعة بجامعة الإمارات ورئيسة الفريق البحثي للدراسة، حيث قالت أن عينة البحث تشتمل على 200 مريض إماراتي بالسكري من النوع الثاني ممن تتراوح أعمارهم ما بين 20 و70 سنة ومن المترددين بانتظام على 3 مراكز صحية تابعة للخدمات الصحية العلاجية الخارجية بهيئة الصحة بأبو ظبي (صحة) وهي مراكز اليحر والمويجعي والهيلي.
 
وتحدثت الدكتورة حبيبة عن أهمية البحث وقالت أنه وفقًا للدراسة العلمية التي أجرتها الباحثة في عام 2007 بجامعة الإمارات في مدينة العين فقد ثبت أن غالبية مرضى السكري بالدولة لا يدركون الأطعمة التي قد تؤدي إلى زيادة نسبة السكر في الدم.
 
فعلى سبيل المثال إعتقد 93 % ممن شاركوا في الدراسة أن الخبز الأبيض، وليس الخبز الأسمر، يزيد مستويات السكر في الدم. كما إعتقد 88 % ، بشكل غير صحيح، أن عصير الفاكهة غير المحلى لا يؤدي إلى زيادة مستويات السكر في الدم لأنه لا يحتوي على السكريات المضافة.
 
وقالت الدكتورة حبيبة أن تطوير الثقافية الغذائية السليمة لدى مرضى السكري تساعدهم على التعايش بصورة سليمة مع المرض كما تؤهلهم لإتخاذ القرارات الصائبة أثناء ممارساتهم لحياتهم العادية اليومية، خاصة وأن عدم قدرتهم على التحكم في نسبة السكر بالدم قد تتسبب في إصابتهم بأمراض أخرى خطيرة تهدد باقي أجهزة الجسم مثل العمى والفشل الكلوي وأمراض القلب والأوعية الدموية.
 
وأضافت أن المراحل التنفيذية للبحث تتم من خلال محورين أساسيين، المحور الأول هو التثقيف الغذائي لمرضى السكري وقد تم الإنتهاء من المرحلة الأولى منه بتطوير برنامج تثقيفي غذائي للمرضى الإماراتيين المصابين بالسكري كما عقدت سلسلة من ورش العمل لتدريس ذلك البرنامج لحوالي 40 طبيبًا وممرضة وأخصائي تغذية في المراكز الصحية محل الدراسة.
 
ويتم حاليًا تنفيذ مرحلة جديدة في البحث وهي مرحلة التثقيف الغذائي لمرضى السكري على يد العاملين في المراكز الصحية محل الدراسة لإمدادهم بكافة المعلومات الغذائية الأساسية التي حددتها الدراسة والتي ينبغي على مرضى السكري الإلمام بها مثل الأطعمة التي يفضل تناولهم لها بكثرة والأطعمة التي يفضل إبتعادهم عنها.
 
أما عن المحور الثاني للدراسة فهو يتضمن ممارسة المرضى لنشاط بدني خفيف في جلسات خاصة بمصاحبة أخصائيين، إلى جانب ممارستهم للتمارين الرياضية بالمنازل بمعدل يومين على الأقل أسبوعيًا لمدة ستة أشهر كاملة مسترشدين في ذلك بشريط فيديو خاص صممه فريق عمل الدراسة مستخدمين فيه اللهجة الإماراتية.
 
وقالت الدكتورة حبيبة أنه في غضون عدة أشهر سيتم إنجاز تأهيل التأهيل المعرفي والبدني للمرضى محل الدراسة ليصل البحث إلى مرحلته النهائية وهي مرحلة التقييم وذلك من خلال تحليل نتائج إجابات المرضى على أسئلة الإستمارة التي صممت بهدف قياس نسبة التطور المعرفي لدى المرضى فيما يتعلق بالمعلومات الغذائية التي يتعين على مريض السكري الإلمام بها، كما سيتم إجراء مجموعة من الإختبارات للمرضى والتحاليل الطبية والتي تهدف إلى قياس نسبة نجاحهم في التحكم في أوزانهم وفي مستويات السكر والدهون بالدم لديهم.
 
وقالت الدكتورة حبيبة أن نتائج الدراسة سيتم تقييمها من خلال مقارنتها بنتائج إختبارات أخرى ستجرى على مرضى سكري إماراتيين لم يتم إخضاعهم للدراسة وهم المرضى المترددين على أربعة مراكز صحية بمدينة العين وهي مراكز المقام وزاخر والمزيد والنيادات التابعة للخدمات الصحية العلاجية الخارجية في هيئة الصحة بأبو ظبي.
 
وقالت الدكتورة حبيبة علي أنه إذا ثبت نجاح البرنامج في التحكم بمستويات السكري بالدم لدى مرضى السكري، فسوف يتم التوسع في تطبيقه بالمراكز الصحية المتخصصة في متابعة حالات المرضى المصابين بالسكري بالدولة، كما سيمكن إستخدام البرنامج في التدخل التخطيطي التغذوي لمرضى السمنة ولمن يعانون من إرتفاع نسبة الدهون بالدم.
 
وقالت أن الدعوة عامة إلى كافة المرضى الإماراتيين المصابين بالسكري للمشاركة في تلك الدراسة التي تهدف في المقام الأول إلى التصدي لمرض السكري بالدولة، خاصة وأن الاتحاد الدولي للسكري قام مؤخرًا بتصنيف دولة الإمارات العربية المتحدة كثاني دولة عالميًا من حيث معدل انتشار مرض السكري.
 
وعلى الجانب الآخر أشار الدكتور سهام الدين كلداري رئيس اللجنة العلمية لمركز دعم البحوث العلمية بجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية أن دعم الجائزة لذلك البحث العلمي يأتي في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها الجائزة في مجال دعم البحوث العلمية داخل دولة الإمارات العربية المتحدة والتي تسهم في تحقيق فهم أفضل لطبيعة المجتمع الإماراتي كما تلقي بظلالها على السياسات الطبية العامة بالدولة والتي يكون هدفها الأول هو الإيفاء بمتطلبات المرضى وتحقيق أفضل النتائج في السياسات التشخيصية والعلاجية المتبعة.