جائزة حمدان الطبية تنجز بحثًا يوصي بتطعيم المقبلين على الزواج بالمصل المضاد لسرطان عنق الرحم الأحد 18 مارس 2012
أوصى البحث الذي أجري مؤخرًا بدعم من جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية حول سرطان عنق الرحم بضرورة تطعيم المقبلين والمقبلات على الزواج بالمصل المضاد لفيروس الورم الحليمي البشري، وذلك بعدما أثبت أنه المسبب الرئيسي للإصابة بسرطان عنق الرحم لدى السيدات الإماراتيات.
 
كما أوصى البحث بضرورة إجراء الفحوصات الدورية اللازمة على السيدات المتزوجات بالدولة بهدف الكشف المبكر عن المرض وذلك عن طريق تحليل مسحة من عنق الرحم لاكتشاف التغيرات الخلوية الأولية التي تحدث في حالة الإصابة بالمرض والتي يصاحبها قلة إنتاج عدد من البروتينات المتحكمة في عملية انقسام الخلايا.
 
 
 
وقد صرح الباحث الدكتور سهيل السلام الأستاذ المشارك والطبيب الإستشاري بقسم علم الأمراض بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات في مدينة العين أن عمله في البحث إستغرق عامين كاملين، قام خلالهما بدراسة 120 عينة نسيجية من عنق الرحم لسيدات إماراتيات مصابات بسرطان عنق الرحم ممن راجعن مستشفى توام خلال الفترة من عام 1991 وحتى عام 2010 وذلك بعد حصوله على موافقة لجنة أخلاقيات البحوث العلمية في منطقة العين.
 
وقال الدكتور سهيل أن أولى خطوات البحث قد تمت بتجميعه للعينات محل الدراسة من قسم علم الأمراض بمستشفى توام وتحليلها مجهريًا باستخدام تقنيات جينية حديثة وصبغات مناعية نسيجية لصبغ الأنسجة كي يمكن رؤيتها بوضوح تحت المجهر لمعرفة وجود الفيروس من عدمه بالإضافة إلى رصد الآثار الناجمة عن وجود الفيروس داخل الخلايا السرطانية.
 
وبتحليل العينات أثبت الباحث وجود فيروس الورم الحليمي البشري لدى 84% من العينات النسيجية لأورام عنق الرحم التي شملتها الدراسة في مقابل 16% لم تظهر التقنيات المستخدمه اي وجود للفيروس داخل الخلايا السرطانيه.
 
وفي حديثه عن إمكانية الوقاية من الإصابة بسرطان عنق الرحم صرح الدكتور سهيل السلام بأن الوقاية ممكنة خاصة إذا أدركنا أن هناك أكثر من 96 نوع من فيروس الورم الحليمي البشري منها 16 نوع فقط تتسبب في الإصابة بسرطان عنق الرحم، ومنها فيروس الورم الحليمي البشري نوع 16 والذي اثبتت الدراسه الحاليه بأنه موجود في 71% من حالات سرطان عنق الرحم، كما أن عدوى الإصابة بها تنتقل عن طريق الممارسة الجنسية.
 
وأشاد الدكتور سهيل بالتعاون المثمر مع جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية التي لا تدخر وسعًا في تلبية إحتياجات البحث العلمي الطبي بالدولة باعتباره حجر الأساس في النهضة العلمية والطبية المحلية والعالمية وفي تقديم رعاية صحية متميزة للمرضى.
 
وفي إشارة إلى البحث، صرح الأستاذ الدكتور نجيب الخاجة الأمين العام لجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية بأن البحث يعد أحد الأبحاث الجادة والفريدة من نوعها التي تسهم بنتائجها في خدمة القطاع الصحي بالدولة وخاصة فيما يتعلق بالتخصصات الطبية الخطيرة، وعلى رأسها مرض السرطان بأنواعه، الذي يفرض الكثير من الأعباء الإقتصادية والإجتماعية على الفرد والمجتمع.
 
وقال أن البحث يلقي الضوء على المسبب الرئيسي للإصابة بثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين النساء في دولة الإمارات، بعد سرطان الثدي.
 
وقال أن الجائزة حريصة على عرض توصيات البحث ونتائجه على صانعي القرار بالدولة للاسترشاد بتلك النتائج في وضع خطة إستراتيجية قومية للتصدي لمرض سرطان عنق الرحم بالدولة لخطورته خاصة وأنه قد يؤدي إلى الإصابة بأنواع أخرى كثيرة من السرطان.
 
وأضاف أن الخطة القومية للتصدي لسرطان عنق الرحم ينبغي أن ترتكز على محورين هامين المحور الأول هو تعزيز الثقافة الصحية لدى المواطنين والمواطنات من خلال توعيتهم بأسباب حدوث الإصابة بالمرض وسبل الوقاية وأهمية الكشف المبكر لعلاج المرض في مراحله الأولى للحيلولة دون إنتشاره في الرحم أو في الأجزاء القريبة منه أو في مناطق مختلفة من الجسم.
 
أما عن المحور الثاني فقال أنه يتحقق من خلال إقرار السياسات الصحية المناسبة مثل التطعيم الإجباري للمقبلين على الزواج ضد فيروس الورم الحليمي البشري وإجراء الفحوصات الدورية اللازمة على السيدات المتزوجات وفقًا لتوصيات البحث.