Xجائزة حمدان الطبية تدعم بحثًا لتحسين الممارسات الطبية المقدمة للأطفال المصابين بالربو في الدولة الثلاثاء 12 يونيو 2012
نشرت مؤخرًا المجلة الطبية العالمية، "مثقفوا الربو والحساسية"، نتائج الدراسة العلمية التي أجريت بدعم من جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية بعنوان "تطبيق برنامج تحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للأطفال المصابين بالربو من المترددين على المراكز الصحية في مدينة العين".
 
وقد كان الهدف من الدراسة هو تحسين سبل الرعاية الصحية المقدمة للأطفال المصابين بالربو بالدولة من خلال إتباع الإرشادات الواردة في وثيقة الممارسات الطبية المطورة من قبل القائمين على الدراسة بهدف تقليل عدد مرات الإصابة بنوبات متكررة من الربو إلى جانب تخفيف حدة الإصابة بتلك النوبات.
 
وصرحت الدكتورة لطيفة محمد الكتبي مدير برنامج طب الأسرة في شركة أبو ظبي للخدمات الصحية (صحة)، والتي شاركت في إجراء الدراسة مع الباحث الرئيسي الأستاذ الدكتور أنتوني دي ريفل، بأن عينة الدراسة شملت 153 طفلاً مصابًا بالربو ممن تتراوح أعمارهم ما بين ستة أعوام وخمسة عشرة عامًا من مرتادي سبعة مراكز صحية أولية بمدينة العين وهي مراكز المزيد والهيلي وعود التوبة والنيادات وزاخر والمقام واليحر.
 
وقالت أن الدراسة أثبتت أن التعريف ببنود الوثيقة والتدريب على تطبيقها لدى القائمين على الخدمات الصحية في مراكز المزيد والهيلي وعود التوبة قد انعكس بالإيجاب على تحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للأطفال المصابين بالربو مما ساهم في توافر معلومات أفضل عن المرض لدى المرضى وذويهم مقارنة بالمراكز الأربعة الأخرى التي لم تخضع للدراسة.
 
وأضافت أن الوثيقة تضمنت إرشادات لأفضل الممارسات الطبية المتبعة على مستوى العالم في التعامل مع الأطفال المصابين بالربو بعد تقييم الفريق البحثي لها ودراسته لمدى ملائمة تطبيقها في دولة الإمارات ومنها قياس زفير الطفل بصورة منتظمة إلى جانب وصف الدواء الواقي من الأزمات المتكررة للربو خلال الفترة ما بين الإصابة بأزمة الربو والأزمة التي تليها وفقًا لنتائج قياس وظائف الرئة لدى المريض.
 
وأشارت الكتبي إلى أن الفريق البحثي قد قام بفحص دقيق لملفات الأطفال المصابين بالربو في المراكز الثلاث لتقييم الرعاية الصحية المقدمة لهم قبل و بعد تطبيق الوثيقة، كما تم توزيع إستمارات إستبيان على المرضى وذويهم لقياس مستوى الثقافة الصحية لديهم فيما يتعلق بمرض الربو و مسبباته وعوامل تفاقمه.
 
وقد شملت الدراسة عقد سلسلة من ورش العمل للقائمين على خدمات الرعاية الصحية في تلك المراكز لتعريفهم ببنود الوثيقة وتدريبهم على الإستخدام الأمثل لأجهزة الربو مثل البخاخات وأجهزة القياس الزفيري.
 
وعقب ستة أشهر من تطبيق البرنامج التثقيفي الذي أعدته الدراسة بالمراكز التي خضعت للدراسة قام الباحثون بفحص ملفات المرضى للمرة الثانية كما تم توزيع إستمارات الإستبيان على المرضى وذويهم ليرصد الفريق البحثي تحسنًا كبيرًا على تلك الملفات حيث أصدر الأطباء تعليماتهم بضرورة إبتعاد الأطفال عن مسببات الربو، مثل الغبار والأتربة وفراء الحيوانات، كما أنهم وصفوا للمرضى أدوية وقائية من الإصابة بنوبات ربو متكررة.
 
أما عن إستمارات الإستبيان فقد شهدت إجابات المرضى وذويهم عليها تطور كبير حيث تبين إرتفاع ثقافتهم الصحية وتحسن عاداتهم الحياتية اليومية خاصة بعد مقارنتها بالإجابات الواردة في 83 إستمارة إستبيان تم توزيعها على الأطفال المصابين بالربو وذويهم في أربعة مراكز صحية لم تخضع لبرنامج الدراسة وهي مراكز النيادات وزاخر والمقام واليحر.
 
وفي تعليق له على نتائج البحث، صرح الأستاذ الدكتور نجيب الخاجة الأمين العام لجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية بأن الجائزة حريصة على دعم البحوث الطبية المعنية بالقضايا الصحية التي تؤرق مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة وعلى رأسها مرض الربو الذي يعد أحد الأمراض المزمنة حيث تبلغ نسبة الإصابة به في دولة الإمارات العربية المتحدة 13% .
 
وأضاف أنه من الممكن السيطرة على العديد من الأمراض بالدولة من خلال رفع درجة الوعي لدى المواطنين بكيفية التعامل مع تلك الأمراض وبخاصة المزمنة منها والتي تلازم الإنسان لفترة طويلة من حياته.
 
وقال أن مرض الربو من الأمراض التي يمكن التحكم فيها من خلال الإهتمام بزيارة الطبيب بصورة منتظمة وعدم الإكتفاء بالزيارات العلاجية والتي عادة ما تكون نتيجة لمعاناة المريض من نوبات ربو حادة قد تؤدي لتغيبه عن العمل أو إصابته بأمراض أخرى نتيجة لضعف مناعته الطبيعية.
 
وأشاد الخاجة بوثيقة الممارسات الطبية لمرضى الربو التي إعتمدتها الدراسة قائلاً أنها تعد مرجعًا هامًا للأطباء العاملين بالدولة كما أنها تعمل على تعزيز مبدأ الوقاية خير من العلاج.
 
واختتم الخاجة حديثه قائلاً: "بنجاح تلك التجربة البحثية الهامة في تحسين سبل الرعاية الصحية المقدمة للأطفال المصابين بالربو فإن البحث يتيح للقائمين على القطاع الصحي بالدولة تجربة قيمة تقدم استراتيجيات علمية نجح تطبيقها في دولة الامارات تشتمل على مجموعة من الإرشادات الطبية المعدلة محليًا وحلقات تدريبية مصممة خصيصًا للفريق الطبي المسؤول عن المرضى. ولا يزال أمامنا الكثير من الجهد الذي ينبغي علينا بذله خلال السنوات المقبلة من أجل الإستعداد لمواجهة الزيادة المحتملة في نسبة الإصابة بالربو داخل الدولة".